الأربعاء، ديسمبر 04، 2013

هَم يضَحَّك .. ذكريات طبيب تكليف .. الحلقة الثانية



ازيكم يا شباب .، عاملين ايه
يعنى لا سلام و لا كلام .. ينفع كدة
يلا مش مشكلة .. بركة انكم بخير .. 

الحلقة دى هتكون طويلة شوية .. عشان هتتعرفوا فيها على معظم الشخصيات اللى هتقابلنى فى بقية الحلقات ان شاء الله لو ؤب العباد اراد و اطال فى عمرى .. 

وصلنا لفين بفى .. ايوة وصلنا للسؤال اللولبى بتاع اول كائن بشرى اشوفه فى الوحدة الصحية "هو انت خاطب .. !!"

حاولت استجمع نفسي من اللخبطة و المفاجأة .. و الشؤال الغير متوقع .. و بدأت اتلجلج و اخيرا لسانى قرر يتحرك و يبدأ قى الكلام "امم .. امم .. انا .. اصل .. بصى .. هو انا المفروض .. امممم .."
و قبل ما اكمل كلامى .. دة لو اعتبرناه كلام اصلا .. لقيت الكائن دة بيصؤخ بعلو صوته "يا ولااااااااااااااااد .. الدكتووووووور الجديييييييد وصل "

و لقيت باب بعيد قوى فى اخر الوحدة بيتفتح و بدأت الكائنات البشرية الاخرى فى الظهور .. واحدا تلو الاخر ..

طبعا كلهم ستات .. التخين و الرفيع و الطويل و القصير . و بدأوا يقربوا منى و يدققوا فيا شويتين تلاتة من غير ما حد ينطق بكلمة .. و جايبينى بعنيهم من فوقى لتحتى .. و ساعتها حسيت برضه احساس نفس الممثلة داليا البحيرى فى نفس الفيلم محامى خلع .. لما انعام سالوسة استقبلتها فى الدوار و الحريم فضلوا مبحلقين فيها ..

و وسط نظرات الذهول المتبادلة بيننى و بينهم .. لقيت صوت جاى من ورا السد البشرى النسائى اللى قدامى "اهلا اهلا اهلا .. يا اهلا و سهلا يا دكتور .. نورت الوحدة .. يا اهلا يا اهلا .. وسعوا يا بنااااااات" .. و بدأوا البنات يوسعوا .. و ظهر صاحب الصوت .. او يمعنى اصح صاحبة الصوت .. سيدة فى اول الاربعينات .. فى بدلتها الكحلى المميزة .. و طرحتها البيج او الشاى بلبن زى ما عرقت منهم معنى اخر للالوان بعد كدة .. و نضارتها الشمس السودة الغامقة بزيادة .. و اللى مقلعتهاش من يوم ما اشتغلت فى الوحدة لحد يوم ما سبتها .. و دى بقى كانت "ابلة صفاء" رئيسة التمريض .. و دى بقى اطيب حد فى التاريخ .. كائن كدة غريب عجيب توافقى النزعة .. مبيزعلش حد .. حد فظيع ..

و جابتلى كرسى اقعد عليه .. و بدأت تعرفنى على التمريض .. و الاداريين .. اللى كانوا موجودين وقتها ..

و دلوقتى هاعرفكم على الناس دى .. معظمها يعنى .. و نبذة عن شخصية كل حد فيهم

ابلة غالية .. و دى الكائن العجيب اللى قابلته فى اول الوحدة .. من الكتبة .. هى اللى كانت ماسكة دفتر الحضور و الانصراف .. و ياما لبستنى فى الحيط .. و دائمة الاعتراض على كتر شغلها .. مع انها اصلا ساكنة لزق فى الوحدة .. بتيجى الصبح تفتح الدفتر و تنام جنبه .. و الناس تمضى ليها و لاصحابها و جبايبها .. و يصحوها على الساعة 12 تروح تكمل نوم فى البيت .. اللى لازق فى الوحدة .. بتتعب يا عينى

مها .. ممرضة تنظيم الاسرة .. اكثرهم نشاطا و تعاونا .. و لا اسكت الله لها حسا .. كنت بعرق انها موجودة من قبل ما اوصل الوحدة بكيلو و نص .. بس قلبها على العيانين بجد .. مشكلتى معاها طريقتها فى المشى .. بتقكرنى بالبطة اللى ريشها منتوف .. و ماعتقدش انى شوفتها قبل كدة من غير كوباية الشاى الحبر فى ايديها

نورا .. ممرضة العيادة .. رويترز .. الداية شدتها من لسانها و امها بتولدها .. عندها قدرها رهيبة على الردح .. شغالة بسرعة 1000 شتيمة فى الدقيقة .. العيانين بيخافوا منها .. كل اهل البلد عارفينها و عارفين انها بلطجية .. كنت بحسها سيكيوريتى الوحدة .. دايما معاها ابنها الصغير يسرى .. اللى مبعرفش اشتمه عشان اسمه على اسم ابويا .. يسرى دة دايما بيزق كرسي الاسنان ابو عجل و بيجرى بيه فى الوحدة .. و ساعات راكبه حمار

ابلة انتصار .. صاحبة للمقولة الشهيرة المرعبة ليا و للعيانين "دفعت الجنيه .. !!" بصوتها المسرسع .. و ماعتقدش انى سمعتها يتقول حاجة غير الجملة دى .. واقفة على راس العيان .. و قبل حتى ما اسأله اى سؤال .. تطالبه بالجنيه .. و يا ويلنا يا سواد ليلنا لو فيه عيان خرج من غير ما يدفع الجنيه .. ممكن تطير فيها رقاب

ام دينا .. ممرضة الاسنان .. و دى اكبرهم سنا .. و ليها حكايات مع دكنور خالد دكتور الاسنان .. اللى مهووس بالتعقيم و مكافحة العدوى و ممرمط ام دينا معاه .. او بمعنى اصح هى اللى ممرطاه .. و ردها المعتاد عليه"رينا يبليك بواحدة تتجوزها تطلع عليك اللى بتعمله فيا يا دكتور خالد .. " .. ست صاحبة عيا .. باشا .. كبيرها تقوم تمسح كرسي الاسنان و الحوض بعد ما دكتور خالد ريقه ينشف معاها .. و تقوم و هى بتدعى عليه

و ابلة عزيزة .. ام البنات .. ممرضة الاستقبال .. اسما بس .. مبتعملش اى حاجة غير تغير على جرح .. دة لو وقتها سمح .. عيانة على طول .. بتكشف على نفسها و على بناتها 5 مرات كل يوم .. و مبتشريش اى دوا .. و لو صادفت و اشترته .. متاخدوش .. و تيجى تكشف تانى .. الفضا وحش .. هوايتها المفضلة العياط .. و الاغماء .. !!

و ابلة هانم .. و ابلة سلوى .. و ام محمد .. و ايناس .. و ابلة نجلاء .. عمال و اداريين .. مكنش فيه احتكاك كبير بيننا ..

و ندهولى على استاذ حسين كبير الاداريين عشان اخلص ورق الاستلام .. و مضيت عليه .، و بدات اول يوم شغل .. اللى بدأ بعد جلسة التعارف بخمس دقايق ..

عم حسين دة تقدر تقول عليه المتحرش الرسمى للوحدة .. مع ان مراته ابلة هانم معانا قى الوحدة .. و مع انها من عائلة الافندية اللى فعلا و حقا لها اصول تركية .. و باين عليها الصراحة .. بس تقول ايه بقى .. الكيف بيزن .. و ما يصدق يكتب مذكرات فى زمايله .. بس بيحبوه جدا .. معرفش ليه .. اسمه الحركى قى الوحدة "سحس بومب"

و فيه كمان استاذ كليلة .. ايوة زى ما قرأتم كدة بالضبط .. استاذ كليلة .. و معرفش دة اسم ولا وصف ولا شتيمة .. بس هو كاتب فى الوحدة .. و اللى بييجى الوحدة راكب كارو .. و بيربطه فى عمود النور جوة الوحدة .. لا تخرج قبل ان تقول سبحان الله

و كمان استاذ جمال .. اللى هو مسئول صرف المرتبات .. و مبيظهرش غير يوم القبض .. يعنى لما كنت ابقى فى العيادة و معايا كشف .. و اسمع زغاريد من برة .. و حد متقمص شخصية ماجد الكدوانى فى فيلم الفرح و بيقول بعلو الصوت .. وصل وصل وصل .. المعلم جمال وصل .. المرتب وصل .. احنا نبطشية بس صنايعية .. 

اعرف ان المرتب وصل .. !!

عرفتنى ابلة صفاء على الوحدة و وصلتنى العيادة .. و شرحتلى الجو .. و الورق العقيم .. و نظام صرف الادوية و هكذا .. و دعيتلى بالتوفيق .. و خرجت .. و فى انتظار اول عيان ..

طق طق .. الباب بيخبط .. الباب اتفتح .. متشوق اشوف اول عيان .. يا مسهل يا رب ..
سماعتى فى ايدى .. عشت الدور بقى .. و هيأت نفسي لاستقبال اول عيان ..

اول عيان دخل .. ايه دة .. دة مش عيان .. دى ابلة غالية تانى .. يا دى الاحباط .. عايزة منى ايه الست دى .. يا تري مصممة تعرف انا خاطب ولا ﻷ .. !!

"ايوة يا ابلة غالية .. اؤمرينى" .. رديت عليها و انا محبط و قرفان .. لقيت ابتسامتها مالية وشها .. منشكحة على الاخر .. و واقفة جنب الباب .. و مبحلقالى و مبتتكلمش ..

"اؤمرينى يا ابلة غالية .. !! " .. تانى

لقيتها بتبص من الباب برة و بتشاور لحد .. و بتقول كلام مش قادر اسمعه .. بس فهمت من الاشارات انها بتحاول تقنع حد يدخل يكشف ..

يا مسهل يا رب .. اول كشف

واضح انها نجحت فى اقناع اللى برة .. استشفيت دة من ابتسامها المنشكحة بزيادة .. و لقيت بنت داخلة تحت سن العشرين كدة .. و باصة فى الارض .. و وقفت جنب ابلة غالية لازقة فيها .. و لسة باصة فى الارض .. و فجأة الصحة دبت فى ابلة غالية و صوتها بقى يجلجل .. و بتعرفنى على بنتها اللى فى اولى اداب دمياط و اللى مش مخطوبة و اللى هى زعلانة عشانها اتأخرت فى الجواز رغم "انها زى الشهد و لهلوبة فى البيت" زى ما هى قالت حرفيا .. بس وقعت على رجليها من 15 سنة و عاملة لها كدمة فى رجليها و زرقاء و مضايقاها قوى .. و داخت بيها على الدكاترة .. و جاية للعبد لله اللى هيجيب التايهة

و فجأة بحركة لولبية لقييت ابلة غالية رفعت جيبة بنتها .. متتكسفيش يا بت دة دكتور اسلام .. حد يتكسف من الدكاترة .. و بقدرة قادر الجيبة تحولت لمينى جيب او هوت شورت عشان تورينى الكدمة .. اللى اسا كانت عند كعب رجلها ..

تنحت شوية .. شويتين .. تلاتة .. امم امم .. وقعتى امتى ..
ردت عليا البنت اللى وشها بقى الف لون .. امبارح .. !!

امبارح يعنى مش من 15 سنة و لف على الدكاترة .. !!

اديتها ضهرى .. و قلتلها تعمل عليها كمادات و هتبقى زى الفل .. اى هرى و السلام عشان اخلص من الموقف النيلة دة ..

مش هتكتبلها دهان يا دكتور ..
ﻷ كمادات كفاية ..
ليه .. اكتبلها دهان ..
طيب .. اهو .. هيموكلار ..

خرجت ابلة غالية و بنتها .. اللى مشوفتهاش تانى طول مدة خدمتى فى الوحدة .. و قفلت الباب وراها .. و اللى فى نفس اللحظة اتفتح تانى .. و دخلت ابلة صفاء بسرعة البرق وقفلت الباب وراها بسرعة جدا .. كأن فيه هجوم مسلح على الوحدة .. و انا قمت وقفت مرعوب من حركتها . و اعتقد انى وقفت فوق المكتب .. و خدت ابلة صفاء المشوار جرى من الباب لحد المكتب ..

اييييييييه .. فيى ايييييييه .. اييييه يا ابلة صفاء .. !!؟
مالك يا دكتور .. متقلقش .. متقلقش .. انا بس هسألك على حاجة بسرعة .. !!
خير .. خير .. !!
دكتزر اسلام .. هو انت خاطب .. !!؟

هنقف عند نفس السؤال اللى وقفنا عنده الحلقة اللى فاتت .. و اللى اوعدكم انه اخر مرة هيتسأل .. و نكمل فى مرة تانية ان شاء الله .. فوتكم بعافية 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.