كلمات .. ليست كالكلمات .. !!

قد يتوهم البعض ان المحتوى سيكون رومانسيا بعض الشئ و ينخدع  فى العنوان المأخوذ من كلمات الأغنية الشهيرة للفنانة ماجدة الرومى " يُسمعنى حين يراقصنى .. كلمات ليست كالكلمات " .. لكن الحقيقة ان كلماتى اليوم ليست رومانسية بل ثورية .. و لكنها ليست كسابقتها إطلاقا .. فاليوم قد أُسدل الستار على مسرحية - قد تكون هزلية فى رأى البعض - انتخابات رئاسة الجمهورية .. و أعلن د.محمد مرسى أول رئيس منتخب لمصر .. بإرادة شعبية حرة .. !! .. فكلماتى ليست كالكلمات .. !!

كلماتى ليست احتفالية ولا نقدية ولا تحذيرية .. و ليست - بالطبع - تخوينية .. كلماتى يملأها الأمل .. الأمل الذى اعتقدته يوم سقط صباحى و أبو الفتوح لا يتجاوز 1 % .. أمل فى انتصار ثورة بُذل فيها كل غالى و نفيس من أرواح شباب مصر .. راهنت عليه و بفضل الله تعالى فزت بالرهان .. قد تختلف معى كثيرا و تسأل نفسك الآن " الاخوان هم اللى هيجيبوا أهداف الثورة .. !؟ " .. سأباردك بالنفى المطلق .. !! .. لا تستعجب .. فاختلافنا مع السياسى مع الاخوان و صفقاتهم و التفافهم حول السلطة ما زال مستمر .. و لكنى لن أنسى يوما اننا تشاركنا حلم إسقاط مبارك و زبانيته .. و اليوم سأشاركهم حلم تحقيق الثورة للنهاية مهما اختلفنا سياسيا و فكريا .. لكننا اجتمعنا على الثورة .. و  لن أغفل حقيقة أن سقوط الفريق أحمد شفيق الوريث الشرعى لنظام مبارك و أحد رجاله المخلصين هو انتصار لإرادة شعبية - فشلوا فى تزويرها - و نهاية لعصر جديد من النفاق و الرياء و الظلم و الفساد الشامل .. عصر كانت ملامحه بدأت فى التشكُل بداية من الجهبذ توفيق عكاشة .. مرورا بالمتلون مدحت شلبى .. انتهاء بمصطفى بكرى إله النفاق عند المصريين القدماء .. عصر " الشفاشقة " .. !!

لن أحتفل اليوم .. فلم يحدث ما يستحق الاحتفال .. فلم نثأر لمينا دانيال و الشيخ عماد عفت و سميرة ابراهيم و فتاة التحرير و غيرهم الكثير .. لم نبرد نارا اشتعلت فى قلوب مئات الأمهات ممن فقدوا ابنائهم و زويهم من أجل ثورة قد بدأت تؤتى ثمارها للتو .. لم نحاكم مبارك و زبانيته .. و الكثير من أهداف و مطالب الثورة لم تتحق .. و لكن بصيص النور قد لاح فى الأفق .. و قريبا جدا - بإذن الله تعالى - سندرك أهدافها .. و نعلن مصر حرة .. و سنسقط حكم العسكر .. !!

عسكر تحكموا و استحكموا .. و اذهلونا بقذارتهم السياسية و اعلاناتهم الدستورية .. المكملة منها و الناقصة .. عسكر طاحوا فى الأرض فسادا و إفسادا .. عسكر سيفقد شرعيته قريبا .. عسكر سيعود لثكناته قريبا .. عسكر لن يخاطبنا بعد اليوم .. عسكر سيخاطب رئيسنا .. فاليوم أصبح لمصر الثورة من يمثلها و يمثل شرعيتها .. عسكر سنقف ضده كتفا بكتف حتى يسقط حكمه و نرد ظلمه و ننتزع كبريائه و نرجعه الى ثكناته و نرد صلاحيات سلبها الى من يستحقها بموجب كل القوانين و الدساتير الدولية و العرفية .. صلاحيات رئيس الجمهورية .. !!

السيد الدكتور محمد مرسى العياط .. رئيس جمهورية مصر العربية .. بإسم كل ثوار مصر أتحدث .. لابد و أنك تعى حجم المسئولية التى أوكلها إليك المولى عز و جل .. فاستوص بنا خيرا .. و ارد الظلم عنا .. و أعد الينا كرامتنا التى نهبها العسكر .. كن على قدر المسئولية و انصر مصر الثورة .. حاكم رموز النظام الفاسد .. انتفض للشهداء .. و اعلم اننا لسنا أنصارك ولا حلفائك ولا أتباعك .. نحن من اليوم معارضيك .. جلاديك .. حكامك .. لن نقدسك و لن نعظمك و لن نهتف بإسمك .. سنراجعك و نحاسبك و نقيمك .. و لو أخلفت عهدك معنا سنحاربك .. و نٌسقطك .. !!

 باسم مصر الثورة أتحدث .. سيدى الرئيس أنت لست سوى خادما لأهداف ثورتنا .. سنناصرك ضد بطش العسكر و سننتزع لك صلاحياتك المسلوبة .. و سنفعل .. و هذا أخر عهدنا كأنصار لك .. بعدها سننضم بكل فخر لصفوف المعارضة .. معارضة ديمقراطية تعمل على تسليم السلطة للمدنيين وتدافع عن المدنية والديمقراطية والقانون معارضة ديمقراطية تريد مع الجماعة الوطنية الانتصار على الاستبداد وتنتصر للقيم المدنية وللمواطنة والمساواة وتواجه خطر هيمنة الفصيل الواحد .. !!


سيدى الرئيس .. سنطيعك ما أطعت الله فينا .. و سنعصيك ما عصيت الله فينا .. !!

و يا أيها " الشفاشقة " .. اهنئوا فى ذل عبوديتكم .. لا أراكم الله عزا ً .. !!


كُتبت علينا الثورة .. !!