استكمالاً لمسلسل العُهر الفكرى فى زمن عُرف فيه مَن هم أشباه الرجال أو مَن نعتهم قبلا بالعُهَّر من الرجال .. بل و النساء أيضاّ .. لكن فى زمننا هذا لم يعد العُهر جسديا و حسب بل تعمق فى داخل النفس البشرية ليتملك عقول الكثير من الشباب و البنات و يظهر فى مجتمعنا العربى ما سميته سلفا " العُهر الفكرى " .. !!
فتاة فلسطينية تقذف بالحجارة فى وجه عدو صهيونى وسط حرائق تلتهم بعض قطع الكاوتشوك .. و وابل من النيران الحية .. هذا المشهد رأيناه مرارا و تكرارا فى نشرات أخبار مللنا من كثرة ندبها و شجبها لأفاعيل العدو الصهيونى .. و لا عجب أننا لا نحرك ساكنا .. فنحن أمة اذا غضبت .. تغير صورة البروفايل (*) .. !!
عودة لمشهد الفتاة الفلسطينية (**) الذى تصدر الصفحات الرئيسية لمعظم المواقع الاخبارية العربية .. و يا له من مشهد تقشعر له الأبدان عندما تستكشف عجزك أمام صورة هذه الفتاة التى سرعان ما تقرر غلق هذه الصفحة الاخبارية و الانتقال الى غيرها من صفحات الانترنت المعتادة أو الفيسبوك بحثا عن فتاة تبرز نهديها أو تظهر ساقيها فى فستان يكشف أكثر مما يستر .. !! .. و لكن يستمر المشهد غرابة عندما تكتشف أن بعض الشباب - و النسوة أيضا - قد وجدوا ضالتهم و متعتهم الدفينة فى هذا المشهد .. مشهد الفتاة الفلسطينية .. !!!!!
مشهد قد يبدوا مأساوياً للبعض .. و لكن الأدهى أنه قد أمسى مثيرا للكثير من الشباب مدمنى الهوس الجنسى .. بل و مقززاً أيضا للكثير و الكثير من النساء من هواة استعراض التقوى و حراس الفضيلة .. !! .. فتجد التعليق الأول لفتاة عرفت نفسها بأنها كاتبة أردنية - و قد تجلى ذلك فى طلاقة قلمها - يقول :
"وإن كنت أرى في هذه الصور مخالفات شرعية عدة ، وكأن الصور معدّة إعداداً.. بالنسبة لي لن أنقل مثلها لأني أرى لأن مثل هذه الصور تسيء لبنات بلدي"
و تتملكك الصدمة عندما تجد هذا التعليق يحصل على القدر الأوفر من الاعجاب و " اللايكات " .. و تتوالى تعليقات الاعجاب و التقدير للرؤية الثاقبة للكاتبة الأردنية من نساء العرب اللاتى لم يجدن فى هذا المشهد سوى فتاة ترتدى ما يطلق عليه " المحزق و الملزق " .. أو تعليقات الدعو بالهداية للفتاة التى ضلت عن طريق الحق و الايمان .. و كأن أعينهن قد غُميت عن كل النار و الحرائق و الحجارة فى الصورة .. !!
و تجد تعليق لشاب - أخجل من اعترافى بأنه مصرى - يقول :
" ماهو من حق المزز برضه تدافع عن الوطن "
و لا أندهش وقتها حين ارى أن عدد "اللايكات" لهذا التعليق قد تجاوز عدد "اللايكات" فى نظيره السابق للكاتبة الأردنية .. !! .. و طبعا لا تخلو التعليقات من " ايه الصاروخ دة " و "يا أرض اتهدى " و غيرها من علامات الأعجاب و الاستثارة بجسد هذه الفتاة الفلسطينية التى لم يجد فيها شبابنا العربى سوى فتاة ترتدى ما يطلق عليه " المحزق و الملزق " .. أو ما نطلق عليه بالبلدى " مزة " .. !!
و طبعا كله بيشتم فى كله .. !!
فتتسارع الأفكار فى رأسى و كأنها تتسابق رجوعا فى الزمن .. لتصطدم برأسى كلمات " ايه اللى وداها هناك " .. " عباية بكباسين على اللحم " .. " 18 يوم فى الميدان " .. " خيم " .. " علاقات جنسية كاملة " .. و غيرها الكثير من الكلمات التى طالما سئمنا منها .. !!
لم أبالغ حينما وصفت شعبنا العربى فكريا بالعُهر .. عُهرٌ صور لشبابنا النساء مجرد ألة للاشباع الجنسى .. الحقيقى و التخيلى على حد سواء .. و صور لنساءنا فى أنفسهن حراس الفضيلة و دعاة التقوى و الإيمان .. و كان الله بالسر عليماً .. !! .. مجرد صورة لفتاة فلسطينية تلقى بحجارة - و على كثرة هذه الصور و كثرة أولئك الفتيات المناضلات - قد فضحت "وساخة" شعب تملك العُهر من افكاره .. !!
شئ من الخجل .. أم أنكم ما عدتم تخجلون .. !! .. (***)
________________________________________________________
(*) فى ذكرى تغيير صور البروفايلات على الفيسبوك الى صورة التضامن مع اسرى فلسطين فى السجون الاسرائيلية .. فى الوقت التى أعلن فيها الأوروبيون الاضراب عن الطعام تضامنا مع أسرانا .. !!(**) لينك صورة الفتاة المقصودة اضغط هنا(***) من قصيدة " اسرائيل اليوم فى عيد "
gamda a7a ya sadeky....go on
ردحذفelse7s el3azeem
معاك حق الصورة مفيهاش اى حاجة و يستهلوا اكتر من اللى انت قلته بكتير . استمر يا دوك
ردحذفda el 3ady f blad 3rbya bnt ws5a...namnoom
ردحذف