Visit My Facebook Page

Visit My Facebook Page. Press Like and Share it if you are interested .

Visit My Gallery on DeviantArt.com

Enjoy plenty of variable designs at My Gallery on DeviantArt.com

Contact Me In Person

This is my account on facebbok . You can text me there .

EGYPT Youth Revolution

25th January . EGYPT Youth Revolution . Click to see the original design .

ونسان

قصة قصيرة .. بقلمى .. قريبا ان شاء الله

الاثنين، مارس 05، 2012

ثلاثون ثانية .. !!

لمن لا يعرفنى .. إسمى إسلام .. أعمل كطبيب امتياز فى مستشفيات قصر احمد بن العينى التعليمية .. و اليوم هو الثالث كأحد أطباء الامتياز فى رعاية جراحات المخ و الأعصاب فى مستشفى الطوارئ .. حيث تغير الكثير و الكثير فى داخلى فى خلال ٣٠ ثاية فقط .. !! .. ٣٠ ثانية .. هى المدة التى يقطع فيها المصعد الكهربائى المسافة من الطابق السابع - حيث يتواجد عملى - الى الطابق الأول - الأرضى - .. !!

كلفنى أحد الأطباء المقيمين بالذهاب للطابق الأرضى للتأكد من جاهزية مركز الأشعة المقطعية لاستقبال الحالات من عدمه .. و توجهت لاستقلال المصعد الكهربائى كالعادة لتنفيذ ما تم تكليفى به .. انتظرت امام المصعد و أرقام الطوابق التى يمر بها المصعد تتغير امامى على اللوحة الالكترونية .. العديد من اقارب المرضى المتواجدين - الذين افترشوا الأرض بالقرب من المصعد - يحدقون بى .. و أنا ما زلت فى انتظار المصعد .. !!

سمعت أصوات عجلات السرير الحديدى المتحرك - الذى ينقل المرضى - يقترب من ورائى .. التففت لألقى نظرة سريعة عما يحدث ورائى .. لأجد العديد من الأفراد يحيط بالمريض الملقى على السرير تمتلئ أعينهم بالدموع .. و طلب منى الممرض المرافق لهم التنحى جانبا حتى يتنسنى لهم الدخول للمصعد الكهربائى أولا فور وصوله .. استجبت على الفور ثم اعتدلت مرة أخرى فى مواجهة المصعد متجاهلا تماما استمرار أقارب المرضى فى التحديق بى و النظر الى شزرا .. !!

و أخيرا أظهرت اللوحة الالكترونية الرقم ٧ معلنة عن وصول المصعد .. !!

اخيرا وصل المصعد .. انفتح الباب .. طلب منى عامل المصعد التنحى جانبا كى يتمكن من ادخال المريض المستلقى على السرير الحديدى أولا .. دخل السرير الحديدى و من رافقه من أقارب المريض و دخل الممرض .. ثم دخل عامل المصعد و طلب منى الدخول الى المصعد .. فنظرت له مستهجنا .. !! .. فلم يتبق هناك مساحة تكفى لى على الاطلاق .. !!

طلب عامل المصعد من جميع من فى المصعد ان يتقاربوا فيما بينهم حتى يتسنى لى الدخول ... دخلت اللى المصعد .. التصقت بأحد الأفراد .. واضعا يدى فى جيبى البالطو الأبيض الذى ارتديه .. و ما أن أُغلِق الباب و تحرك المصعد حتى التصقت بكل ما حولى .. و أحسست كأننى فى علبة سردين .. أو قبر .. !!

و بدأت الثلاثون ثانية .. !!

لم يكن بمقدورى تحريك يداى أو قدمى أو حتى رقبتى .. فبدأت عينى تدور فى المكان المزدحم جدا و اتفحص الوجوه .. فكان الممرض مستندا الى حائط المصعد مطأطئ الرأس فى حزن شديد .. بينما أقارب المريض تعددت ردود أفعالهم .. فمنهم من اتكأ على السرير الحديدى .. و منهم من ينظر الى أعلى المصعد و كأنه لا يرى السقف إنما يناجى ربه فى السماء .. و منهم من   التصق بى كتفا بكتف و اسند رأسه على كتفى فى استسلام تام .. و لكنهم اجتمعوا فى دموع اعينهم و نظراتهم الثابتة نحو المريض المستلقى على السرير و لا استطيع ان ارى منه سوى قدميه - المغطاة بالملاءة البيضاء - بسبب الازدحام و الالتصاق الشديد فى المصعد فلم أقو على الالتفاف حتى ارى وجه المريض الذى كانت قدماه لا تكاد تصل الى منتصف السرير مما جعلنى اتيقن من كونه طفلا صغيرا .. !!

كان من بين أقارب المريض امرأة فى العشرينات من عمرها .. تحتضن مصحفا بشدة .. يبدو عليها ملامح الحزن ممزوجة بنوع من الجمود و الثبات غير المفهوم .. كانت نظراتها ثابتة و كأنها لا ترى فى المصعد غير الطفل المريض على السرير .. كادت تعتصر المصحف من شدة احتضانها له و كأنها ترسل استغاثات روحانية للمولى عز و جل عسى ان يشفيه رب العالمين .. ثم ارتسمت عليها علامات الراحة فجأة و كأنها ايقنت أن الله - عز و جل - قد استجاب لاستغاثاتها و دعواتها ... و علا وجهها ابتسامة ملائكية  .. و ما زالت نظراتها ثابتة باتجاه الطفل المريض الذى لا ارى منه سوى قدميه الملفوفتين بالملاءة البيضاء .. !! 

اما عامل المصعد فالتصق ظهره بالسرير الحديد و وجهه بباب المصعد و يتمتم بكلمات لم اكن استطيع تمييزها رغم السكون القاتل المميت فى المصعد .. !!

توقف المصعد و ظهر الرقم ١ على اللوحة الالكترونية داخل المصعد .. و ما ان انفتح الباب امام الحشد المنتظر فى الطابق الأول حتى تراجعوا للخلف ليفسحوا المجال امامنا لنخرج من المصعد .. و كنت أنا أول من انطلق خارجا من هذا القبر المتحرك أبحث عن الهواء و الضجيج الذين انعدما داخل المصعد تماما .. و بدأ عامل المصعد فى مساعدة الممرض لاخراج السرير من المصعد .. و دفعنى فضولى الى التباطؤ قليلا حتى يمكننى أن أرى هذا المريض الذى استعصى على رؤيته داخل المصعد المزدحم منذ ثوانى .. !!

خرج السرير الحديدى من المصعد يدفعه الممرض و يحيط به أقارب المريض .. و بينهم السيدة التى ما زالت تحتضن المصحف و تملأ عينيها الدموع و تنظر مبتسمة الى المريض المستلقى على السرير .. الذى اتضح جليا من حجمه الضئيل انه طفل صغير قد يبلغ من العمر ثمان أو تسع سنوات .. و تمكنت اخيرا رؤية أكثر من مجرد قدميه الملفوفتين بالملاءة البيضاء التى اتضحت جليا الآن انها ليست بملاءة .. !!

 و لكنها كفن .. كفن أبيض يلف جسده بالكامل حتى رأسه ..  !!!!

تسارعت دقات قلبى و كأنها تتسابق .. لم استطع التحرك من وقع الصدمة فقد كنت منذ لحظات اشتكى فى عقلى من الزحام الشديد داخل المصعد و اتهكم فى رأسى .. و اشبه حالى بمن هم فى القبر .. لمجرد اننى تضايقت قليلا من زحام بعض الأشخاص داخل مصعد .. و لم انتبه ان هناك طفلا لم يتجاوز العاشرة من عمره ترك حياتنا الدنيا الفانية و ذهب لملاقاة ربه الكريم .. !!

هنا فقط أدركت أن تمتمات عامل المصعد ما كانت إلا بعض آيات قرآننا الكريم .. يتلوها ترحما على روح الطفل الذى لم ألحظ وجوده قط .. كما لم ألحظ رحيله .. !!

إنا لله و إنا إليه راجعون .. !!  



إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.