Visit My Facebook Page

Visit My Facebook Page. Press Like and Share it if you are interested .

Visit My Gallery on DeviantArt.com

Enjoy plenty of variable designs at My Gallery on DeviantArt.com

Contact Me In Person

This is my account on facebbok . You can text me there .

EGYPT Youth Revolution

25th January . EGYPT Youth Revolution . Click to see the original design .

ونسان

قصة قصيرة .. بقلمى .. قريبا ان شاء الله

الأحد، يونيو 28، 2015

في رثاء مصر .. !!





شمس يونيو القاهرة ترسل أشعتها الحارقة علي أنفها القمحى اللون الذى يتوسط عينين لم يتذوقا النوم منذ اكثر من عشرين يوما و شفاه ترسم ابتسامة باهتة مجهولة السبب .. ابتسامة أمل .. ابتسامة يأس .. ام خوف من المجهول .. !!

هى ابتسامة تخفف عبء الأيام و ثقلها .. و عيناها تلاحق حبيبات الغبار المتطايرة في أشعة الشمس .. الغبار الذى غلف المكان بقبحه فكتم الأنفاس و الحلوق .. سعلت و سعلت .. و وسط سعالها المتواصل لا تقوى علي الحركة و ايضا لا تجد ما تسد به الفجوة التى تسللت منها أشعة الشمس الحارقة في نهار يونيو .. !!

لم يكن الغبار وحده هو من يكتم أنفاسها .. كانت هناك هذه الارطال المتراكمة من اللحم المتشكل في هيئة سيدة ترمى بنصف ثقلها علي جسد المسكينة و النصف الاخر يحتل الجزء الاكبر و الاعظم من الفراش المتعفن المسكون بالبراغيث و البق .. و كانت تدعوها ببراءتها الطفولية "طنط" .. !!

و كانت "طنط" اقل مشاكلها ..

و قطتها "وودى" اكبرها .. لم ترها منذ زمن طويل و لم تعتن بها و لم تطعمها بيديها مثلما اعتادت في السنوات الاخيرة .. انطلقت بخيالها الطفولى تستعيد ذكرياتها مع "وودى" و ذكريات الاهل و الاصحاب .. و ذكريات اخر لقاء .. !! .. و ارتسمت ابتسامة رقيقة علي شفتيها .. و غالبتها دموعها عندما تذكرت انها ستصبح في الثالثة و العشرين من العمر بعد بضعة ايام .. دموع الأمل و الألم .. !!

تنفست الصعداء .. او حاولت ان تتنفسها .. مسحت دموعها .. و كفت شفتيها عن التبسم .. حاولت تحريك نصفها المحشور تحت "طنط" .. حاولت التغلب علي آلامها نتيجة الحشر .. و آلام ظهرها الذى يعانى اصابة خرطوش قديفهى لم تتلق علاجها الطبيعى منذ شهر مضى .. !! .. كتمت صرخة الالم خيفة ايقاذ "طنط" .. !!

اعتدلت فى نصف سريرها .. و نظرت الى القضبان الحديدية التى تسللت من خلالها اشعة الشمس .. تثائبت .. سعلت .. و عدلت من جلبابها الابيض الفضفاض .. و ارتدت خمارها تحسست نبضات قلبها بقبضة يدها .. و دارت بنظرها وسط اكوام اللحم المتراكمة في حجرة لا ينقص من وحشيتها و ظلمتها العباءات البيضاء .. عدد كبير من السيدات في مثل حجم "طنط" متراكمين فوق بعضهم البعض كسمك السردين في علبة .. اقصد غرفة.. غرفة لا تتسع لهؤلاء النسوة.. نسوة في عباءات بيضاء تقتل الروح و الجسد .. استشعرت بفطرتها انها الظهيرة و ان الوقت قد حان للرحيل .. انتظرت "عمو" يأتى كما اعتاد كل صباح .. !!

ظهر وجهه القمئ من خلف قضبان الباب الصغيرة .. فتسارعت دقات قلبها .. و هزت رأسها في عنف لتطرد ذكريات خطفها و استجوابها لايام مكتوفة الايدى و مغطاة العينين .. و التهمة مجهولة .. !!

اطبقت عينيها على دموعها في استسلام .. و مدت ذراعيها امام "عمو" .. فالبسها الاصفاد الحديدية و غادرا عنبر المساجين سويا .. الى عرض النيابة .. !!

لم تشفع لها انفاسها المتسارعة و لا نبضات قلبها المتلاحقة و لا برائتها عند ساجنيها .. و لم تشفع لها ساقها المشلول .. و لم تشفع ملفاتها الخالية من اى تهمة تذكر .. و لم تشفع لها "وودى" .. !!

تمت


خلصت الحكاية .. حكاية زى اى حكاية .. نفس الحكاية .. مفيش تهمة .. بس فيه حبس .. و سجن و خطف و اعتقال .. حكايتنا مع مصر اللى بتقتل جوانا اى ذرة حب ليها .. الحكاية اسمها اسراء الطويل .. سنها يا دوب 22 سنة .. اكبر مشاكلها في الحياة هى قطتها وودى .. و اهم فيديو نشرته كان كيفيه غمل سيريلاك مكلكع .. لا عمرها كانت ناشطة سياسية و لا هى هتسقط النظام .. و لا بقت تهتم بالسياية من ساعة ما اتضربت بالخرطوش في ضهرها في مظاهرة سلمية .. 

اسراء اتخطفت بعد خروجة مع اصحابها .. اللى بالمناسبة اتخطفوا هما كمان .. و فضل اهلها ما يعرفوش عنها حاجة تقريبا اسبوعين .. و لما ظهرت كان صدفة .. اسراء دى اعتقلوها و غموا عنيها اسبوع كامل .لما فقدت الامل و الرغبة في الحياة
اسراء مصابة بشلل جزئي و علاجها متوقف من ساعة الخطف .. اسراء بيتجدد ليها بدون تهمة ..

انا معرفش اسراء .. كل بيها انى كنت بشوف فيديوهاتها البسيطة لما كانت بتتشير عند صديق مشترك بيننا ..

انا مش كاتب و لا روائي و لا اى بطيخ .. و اللى فوق دة طبعا محصلش .. انا بس نقلت لكم الكام كلمة اللى هى قالتهم لما اهلها شافوها صدفة نازلة من عربية ترحيلات .. و حاولت تبان متماسكة رغم الرعب اللى فى عنيها .. حاولت انقل اللى قالته و اللى هما شافوه فى عنيها رغم انها مقالتوش .. انا مجرد واحد قلبه اتوجع لوجع قلب اهل و اصحاب اسراء .. ما بالكم بقي بوجع قلب اسراء نفسها .. !!

اسراء مجرد واحدة من الاف الشباب و البنات اللى مرميين في السجون و المعتقلات بدون تهم .. دة غير طبعا الشباب اللى راح في تصفية مباشرة و راح دمهم هدر .. زى اللى قبلهم .. !!

اسراء مسجونة حتى الان بدون تهمة .. اسراء اللى بتقول للامنجى اللي مكلبشها يا عمو .. و بتقول للمساجين يا طنط .. اسراء اللى كل حلمها تركب عجلة .. اسراء اللى اكبر مشاكلها في الحياة هى وودى ..

مصر بقت محترفة في قتل ولادها .. و اللي عايش منهم قتلت جواه اى ذرة حب ليها .. !!

اسراء كشفت مصر في اوسخ صورها .. !!



الجمعة، سبتمبر 19، 2014

هَم يضَحَّك .. ذكريات طبيب تكليف .. الحلقة السادسة



السلاااااااام عليكم

يا هلا يا هلااااا

كييييييفكم و ازيكم و ازي احوالكم ..

بقالي كتيييير مهلتش عليكم بطلتي البهية ..


معلش .. مشاغل .. و ميشغلنيش عنكم غير الشديد قوي .. و المتين قوي .. و اللي بيرشق بالقوي .. و بيطلع من نافوخي بالقوي

.. اصلي عقبال امالتكم تقريبا كملت سنة في النيابة بتاعتي .. حي ارزق .. و انه لأمر لو تعلمون عظيم .. اه و النعمة ..
خلاص جالي صداع و قراع .. بس ما زلت اتمتع و لله الحمد ببعض قوايا العقلية .. اعتقد يعني ..

المهم ..

رجعنا تاني بعد غياب طويييييل حبتين عشان نكمل حكايات و ذكريات التكليف اللي للاسف النيابة طيرت نصهم من دماغي .. بس متقلقووووووش خالص .. النيابة فيها ما هو اشد و اعظم ..

و الحلقة دي هتكون زي اللي قبلها و اللي قبلها .. عبارة عن سرد شوية مواقف ممكن تكون كوميدية و ممكن لأ .. بس لازم تتحكي عشان تعرفوا مدي الرفاهية اللي بيتمتع بيها الطبيب المصري في مراحل حياته المهنية الاولي .. في ظل رعاية وزارة الصحة المصرية ..

يا مدلعنا يا مهشتكنا .. انت وزير و النعمة كويس ..



موقف 6

  فاكرين دكتور خالد اللي حكيتلكم عليه .. دكتور الاسنان ??

افتكرتكم .. ??

طيب الحمد لله ..

الراجل دة من اطيب و انضف الشخصيات اللي الواحد قابلها في حياته .. و كان خدوم فعلا بمعني الكلمة .. بس كان عنده مشكلتين في حياته .. الاولي : مكافحة العدوي و ابلة عزيزة اللي مسئولة عنها .. و التانية : عربيته الـ 128 الحمرا موديل 1960 قبل الميلاد ..

في يوم عربيت عملت معايا السليمة .. و راحت للميكانيكي اللي بدوره قرر يبيتها عنده تحت الملاحظة عشان لو احتاجت محاليل بالليل ولا حاجث او حقنة زنتاك مثلا .. و طلع عليا الصبح و مفروض اضرب مشوار لمجاهل افريقيا اللي فيها تكليفي عشان اقوم بدوري الانساني و مهنتي السامية ..

سامية دي تبقي خالتك ..

و للي مش متخيل المشوار للوحدة الصحية من غيز عربية شكله ايه . احب اقوله الموضوع اكبر بكتييييييير من مجرد المواصلات ..

صلوا علي النبي ..

انا هاصحي من بيتنا اللي المفروض وقتها كان في دمياط الجديدة صرب البحر .. و اللي مفيش هناك كائنات حية غيري انا و ابويا و امي و الغفير اللي كان اسمه "شيشة" .. و كلب تقريبا كان سعران .. و كام ضفدعة كان بييجوا يونسوا وحدتي بالليل .. و القطة بنت الكلب اللي في يوم بعد ما وضبت الترابيزة في الجنينة و جبت المحمر و المشمر و قررت اقضي يوم في النسيم العليل .. خدتني علي خوانة و هبشت نص الفرخة من علي الترابيزة و طارت ..

فطبعا مكان بالمواصفات دي هيبقي وسيلة المواصلات الوحيدة فيه هو الجمل .. دة لو قدر يقاوم و فضل علي قيد الحياه في المكان دة .. فلو ابويا محنش عليا و قرر ياخدني في طريقه و يرميني في الموقف .. هاضطر اضربلي ييجي 5 كيلو مشي عشان اوصل للطريق الدولي .. و اقف علي جنب و انكش شعري و افتح القميص و اقطع الكمام و ارمي نفسي قدام اول عربية تعدي .. يمكن اصعب علي اللي سايق و ياخدني في طريقه للموقف ..

فرضا وصلت للموقف .. هاضطر استحمل غلاسة و رغي سواقين خط دمياط الجديدة - فارسكور و فشرهم و تحويرهم علي بعض .. و اغض السمع عن حكايات "لما كنت سايق علي 360 كيلو و طلعت من الجاجوار السبعة راكب و المكروباظ طلعله جناحات .. اه والله زمبؤلك كدة .." و عيرها و غيرها من هري السواقين ..

فرضا وصلت لفارسكور .. هاروح زي الشاطر اوقف توكتوك من اللي منتشرين في البلد دي اكتر من سيديهات مرتضي منصور .. و اركب فيه و اسمي بالله و اغمض عيني و اتشهد في سري .. و سواق التوكتوك بياخد غرزة بين مقطورة و ربع نقل و نازل بينا في الترعة ..

و فرضا لو وصلت حي لحد اول الناصرية .. اللي فيها "مدين" اللي فيها وحدتي العظيمة .. هاركب وسيلة المواصلات الوحيدة هناك .. عربيات الجيب وارد مخلفات حرب 48 اللي ماتورها ورا مش قدام .. و اللي مينفعش اركب فيها غير جنب السواق عشان لو ركبت ورا هاضطر اكشف علي كل الستات اللي راكبين حواليا و علي عيالهم اللي اصلا مش راكبين معانا .. بس لازم اكشف و افتي .. منا دكتور بقي و في منتهي الدكترة

و فرضا لو سواق الجيب العتيقة مقتلنيش بعد ما اسأله سؤالي المعتاد "هي مش العربيات دي اللي ولعت بالجنود بتوعنا في خرب 48 قي صفقة السلاح الفاسدة .. !! .. هي .. !! .. صح. .!!" .. هاكون كدة وصلت للمواصلة القبل الاخيرة اللي ممكن تبقي حاجة من تلاتة .. اولا توكتوك و دة ارحمهم .. ثانيا موتوسيكل صيني و دة اسرعهم .. بس لازم ارفع رجلي زي احمد حلمي و هو سايق الموتوسيكل في فيلم اسف علي الازعاج عشان متغرقش في طين الارض الزراعية .. ثالثا عربية جيب بس مختلفة عن الجيب اللي في الناصرية .. دركسيونها في اليمين .. اه و الله .. و اصغر .. و تقريبا دي اللي الخديوي ركبها و طلع يجري بيها ورا اخمد عرابي و شكحهم برا القصر بتاعه ..

المرحلة الاخيرة بتاع 100 متر قفز حواجز .. قصدي ققز طينة و نقر .. و لو تعثرت في نقرة ممكن تتحول لـ 100 متر حرة في الترعة لحد الوحدة ..

دة انا عربيتي و ربنا اشتكت .. اصيلة ..

و بكدة اكون وصلت الحمد لله ..

حمد علي السلامة يا جماعة .. الف الف مبرووك

طبعا نسيتم اني كنت بكلمكم عن دكتور خالد .. دكتور الاسنان .. صح .. !!

اهو في يوم ما عربيتي كانت بتتعالج عند الاستاذ الدكتور النيكانيكي .. دكتور خالد قرر مشكورا بجد انه يجي ينتشلني من بيتي في ادغال افريقيا الوسطي عشان نروح سوا الوحدة الصحية في مجاهل غينيا الاستوائية ..

وصل خالد بيه .. بيييب بيييييب .. نزلت .. قربت بخطوات ما بين القرحة بنجاتي من مأساة المواصلات و بين القلق من العربية اللي اساسا تكهين العجلات الحربية اللي احمس طرقع بيها للهكسوس ..

سميت بالله في سري و استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. و لفيت عشان اركب جنبه .. ملقتش اكرة الباب .. !!

عادي .. متفاجأتش .. كنت متوقع حاجة زي دي .. بلعت ريقي .. و ابتسمت ابتسامة بنفسجي و خبطله علي الباب عشان يفتحلي من جوة .. مد ايده الطاهرة و فتحلي الباب .. دخلت برجلي اليمين و سميت بالله .. و قفلت الباب .. مقفلش .. فتحته تاني و قفلته .. مقفلش .. تالت رابع خامس .. مفيش فايدة .. قالي انشق شوية يا سولوم .. مش كدة .. اقفل جامد ..

بسم الله .. يااااااااا قوي .. طراااااااااخ .. الباب اتقفل .. !!

"يا نهاااااار اسود .. إلحق .. الازاز وقع جوة الباب .. اعمل ايييييه .. !!! " .. ضحك دكتور خالد .. و قالي عادي عادي متقلقش هوا بيقع كل شوية كدة .. هبقي اجيب سلكة ث اشده لفوق تاني متشغلش بالك ..

طبعا انا وشي جاب عشر تلاف لون من الكسفة اللي انا فيها و قعدت اعتذر له .. و هو مقالش حاجة و الله ..

بدأت اقلب بعيني قي العربية .. مستغربتش لما لقيت الكاسيت يدوب متعلق بمسمار و بقيته مدلدلة باسلاكه علي ارض العربية .. و مستغربتش لما لقيت متثبت علي الطابلوه قدامي مروحة قد الكف بدل التكييف يعني .. و لا استغربت حتي من صوت الموتور الصب ووفر .. و لا حتي من الكنية اللي ورا اللي بترزع في ضهري مع كل فرملة .. بس اللي استغربتله فعلا كلكس العربية .. كان عبارث عن سلك كهرباء ابيض عادي مدلدل من اللي المفروض انه الدركسيون و في اخره مفتاح سوستة ابيض من بتاع الاباجورات .. كان يضغط عليه تزمر .. حاجة اخر الاجة .. !!

قادمون ايها اليابانيون .. !!

و طبعا طول الطريق و انا بحاول اصبر نفسي و اقول في سري قضا اخف من قضا .. و لأول مرة احس ان عربيتي و علي الحجار اللي ساكنها دة واحشني ..

وصلنا الوحدة .. ركنا العربية .. جنب الحاموسة اللي مربوطة في العامود ..

سلمنا علي ايناس و ابلة غالية و نورا و مها اللي كانوا قاعدين علي سلم الوحدة في الطراوة علي حد قولهم .. و دكتور خالد طلع يحري ورا الواد يسري ابن نورا اللي رابط كرسي الاسنان ابو عجل بحبل و بيعامله علي انه كلب بلدي ..

و بعد مشادة سريعة بين دكتور خالد و يسري انتهت فوز دكتور خالد بالكرسي وسط نوبة من صراخ و عياط يسري اللي نورا قابلته طبعا بوال من الشتايم الثقيلة و الخفيفة و المحظورة دوليا ..

دخل دكتور خالد اوضة الاسنان و أمر ام دينا بالتحفظ علي كرسي و تعقيمه عشان يبتدي شغل .. و قرر يطلع يطمن علي الآلات اللي بتعقم في الاوتوكلاف اللي الادارة رفضت تصلحه و لمينا تمن تصليحه من جيبنا اكتر من 3 مرات ..

وصل الدور التاني .. حيث الاوتوكلاف .. و الآلات .. و أبلة عزيزة ام البنات .. !!

و كالعادة .. ابلة عزيزة معقمتش الألات .. دكتور خالد يزعق .. و يحلف ليسيب الوحدة .. اببة عزيزة تقوله بقالك 3 سنين بتقول نفس الكلام .. يقولها المرة دي بجد .. و يقولها الألات دي لو متعقمتش دلوقتي يا ولية انا هكنب فيكي مذكرة .. تقون ابلة عزيزة معيطة .. يروح يصالحها و يقرر يعقمها هوا ..

نفس الموال بتاع كل يوم .. لا حرف زياة و لا حرف ناقص ..

المرة دي و معرفش ليه قررت اطبع اساعده في تعقيم الألات .. و يا ريتني ما طلعت ..

لقيت دكتور خالد عمال يشرحلي في طرق مكافحة العدوي و اهميتها و انه زهق من الموضوع دة و عايز يسيب الوحدة عشان يتفرف لمشروعه العلمي "بطارية عربية تعمل بالماء" .. اه و الله زمبؤلكم كدة ..

و لقيته بيقولي انه جاب طريقة تعقيم من النت من منتدي فتكات .. انما ايه .. جهنمية .. "وضع الآلات في اناء التعقيم .. اضافة صودا كاوية مع نصف ليمونة .. و شوية كزبرة خضرا و نص طماطماية .. و معلقتين فلفل اسود " .. و شوية هجايص كدة .. و مخ قرد ني .. و دعكتين حلوين .. و حطهم جوا الاوتوكلاف ..

- دوس ستارت يا اسلام ..
- لا يا عم .. دوس انت .. انا مالي .. هو العمر بعزقة
- دوس متخافش ..
- و ربنا ابدا ..

راح دكتور خالد و داس ستارت .. و المفاجأة .. محصلش اي حاجة .. ولا فرقعة و لا انفجار و لا اي حاجة ..

طبعا دكتور خالد بصلي بصة سخرية .. و اتريق عليا اكمني حطيت تيدي علي وداني و رحت وقفت جنب الباب .. و حاول يقنعني ان فكرة سوائل كدة جوة الاوتوكلاق و المعادن اللي فيه دي آمنة و ان الخبراء في منتدي فتكات اكدوله الموضوع دة ..
اعترفتله بنجاح خلطته السرية .. و اثنيت عليه .. و خرجنا من الاوضه و لسة يا دوب بنحط رجلينا علي اول سلمة .. و سمعنا بوووووووووووووم انفجار من اوضة التعقيم و دخان اسود كتييييير طالع منها .. و بووووووم انفجار تاني .. و تالت .. هي امريكا هجمت علي الوحدة و لا ايه .. !! . و طبعا دكتور خالد طار يجري يشوف في ايه .. و انا طرت برضه بس الناحية التانية و خدت السلم فريرة تقولش كريستيانو رونالدو في هجمة مرتدة .. و مبطلتش جري الا لما وصلت جوا العجلة الحربية اللي جينا بيها و تقريبا دخلتها من الشباك اللي وقع الصبح ..

هو العمر بعزقة يا با .. دة اوتوكلاف و دي وحدة صحية و اسطوانات اكسجين و دنيا .. !!

طبعا كل حريم الوحدة كانوا خلعوا مع اول صوت انفجار .. و انا وراهم .. و مفضلش غير الغلبان دكتور خالد جوا الوحدة ..
خمس دقايق .. بنحاول نشجع نفسنا ندخل ننقذه .. و انا عملت فيها سبع الرجال و هقود المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي .. و تحرك الجيش .. الميمنة بقيادة ابلة عزيزة .. الميسرة بقيادة ام دينا .. المؤخرة بقيادة ايناس و الواد يسري .. و دخل الجيش الهمام و في لحظة الصفر .. و في نفس واحد " يا دكتووووووووووووووور خاااااااااااالد انت فيييييييين .. !!!!!"
و نادينا مرة و التانية و التالتة .. لحد ما خرج علينا الفارس الهمام دكتور خالد و في ايده طفاية حريق .. و بمنتهي الثقة في النفس "ايه يا جماعة .. دي شمعة الاوتوكلاف اتحرقت و الاوتوكلاف ولع .. محصلش حاجة"

نعم يعني .. !!

ستر ربنا اني كنت لابس بنطبون اسود غامق في اليوم دة .. و كان هاين عليا انط في كرش دكتور خالد بعد البق اللي قاله دة .. و بدأنا ننتشر في الوحدة و نفتخ كل الشبابيك عشان نطرد ريحة الدخان .. و اللي بانتشارنا في الوحدة اكتشفنا اننا نسينا ابلة انتصار نايمة في اوضة تنظيم الاسرة .. و طبعا محستش بأي حاجة من اللي حصلت ..

يا جبل ما يهزك ريح .. !!

و بدأنا نتنفس هواء الحرية من جديد .. و دكتور خالد ماسك الشمعة المحروقة بيحاول يفتكس كارثة تانية .. و طبعا نصحته يسيبها و لما يروح يشوف حل للموضوع دة علي منتدي فتكات .. يقطعها فتكات و اللي بيجيلنا منها ..

و رجع كل شئ لوضعه سالما .. زي ما كان بالضبط .. ابلة انتصار نايمة في اوضة تنظيم الاسرة . ابلة عزيزة بتعيط عشان دكتور خالد قالها يا ولية .. و ايناس بتقور كوسة عشان عازمين اخوها و مراته اللي تتشك في معاميعها خسب قول ايناس علي الغدا .. و ابلة صفاء بتقرا الجرنال .. و نورا بتجيب في سيرة توحا بنت صباح .. الواد يسري مقتنع ان كرسي الاسنان دث كلب بلدي .. و دكتور خالد بيحاثل يفتح نت من موبايله عشان يطمن علي فتكات .. و انا بالعن اليوم اللي دخلت فيه طب .. و الاوتوكلاف رجع بايط تاني ..

كل حاجة رجعت زي الأول بالضبط بالضبط .. الا حاجة واحدة بس .. اكنشفناها مع صرخة استاذ محمد كليلة لما وصل الوحدة .." فيييييين الجاموسة .. !! "

ايوة .. الجاموسة اختفت ..

كدة تكون خلصت حلقتنا و مش هقولكم الجاموسة راحت فين .. و لا حتي هقولكم الحلقة اللي جاية .. معرفش ليه .. بس اهو رخامة و خلاصة .. ههههه .. بس احب اطمنكم اننا لقيناها في نفس اليوم .. و الا كان ممكن كليلة يقتلنا واحد واحد ..

الحكايات لسة مخلصتش .. و زي ما قلتلكم .. النيابة فيها ما هو أشد و أعظم ..

يلا افوتكم بعافية ..

الأحد، يونيو 08، 2014

هجايص فى زمن النصايص .. (+18)




مستغربين من العنوان .. ولا من +18 اللي في البوستر ..

طيب فتحتم المقال ليه ..

+18 شجعتكم .. و لا المزة اللي علي البوستر اغرتكم تفتحوا و تخيلتم ان الموضوع هيكون جرئ او قبيح .. 

و لا مجرد فضول .. !!

طيب هتكملوا المقال للاخر .. و لا هتكسلوا تقرؤوا اساسا لما تكتشفوا ان مفيش قباحة في الموضوع ..

طيب لو قرأتم المقال .. للاخر .. فرضا جدلا .. هتعلقوا .. سلبا او ايجابا .. هتتفاعلوا معاه يعني .. و تناقشوه ..

طيب هتنتقدوه .. و لا هتثنوا عليه ..

و لا هتكتفوا بـ لايك ..

و لا حتي دي كمان هتستكتروها علي المقال و اللي كتبه ..

و لا اصلا مش هتوصلوا للجملة دي فيه و هتكبروا مخكم منه ..
 
علي فكرة بقى .. المزة اللي علي البوستر .. كمين مش اكتر
يعنى الموضوع مفيش فيه مزز ولا قباحة و لا فوق 18 و لا دياولو .. كله بلح ..

ما علينا ..

انا قلت قبل كدة كتير .. انا واحد بكتب لنفسي .. بالبلدي كدة عشان مطقش .. او كنوع من التخفيف عن نفسي .. او ممكن تعتبروه تهجيص ..

صريح العبارة .. اي كلام مكتوب او منطوق مستني التعليق عليه .. سواء نقد او تشجيع .. تشجيعكم لأي محاولة كتابية تخص اى شخص هاوي او محترف مش هيقلل منكم شئ .. ونقدكم ليه بموضوعية هيزوده كتير ..

دي مقدمة ملخبطة لصنفين من البشر بقوا منتشرين بغباوة .. صنف نسي اهم موروث بشري و هو القراءة و صنف تاني بيستكتر علي اي كائن بشري يكون عنده هواية .. او موهبة لو جاز التعبير ..

و المقدمة دي مش مجرد احساس شخصي .. دة احساس عام .. يعني مش عشان واحد ولا اتنين هما بس اللي بيفكروا يقرؤوا الهبل اللي بكتبه و بيشجعوني فيه .. دة عشان بشوف ناااااس كتييييييير جدا جدا بيكتفوا بس بقراية عنوان خبر مهما كانت اهميته .. او بيكسل يكمل العنوان للاخر لو كان طويل شوية .. و يتخيل هو بقية التفاصيل علي هواه .. او بيقضيها فرجة علي الصور ..

عيب علينا .. دة احنا امة اقرأ ..

المهم .. كدة خلصنا الجزء الاولانى .. اللى مالوش علاقة بالجزء التاني .. او ليها .. لو فكرنا شوية ..

ندخل فى اللي بعده ..

.. سامع حد بيسأل يعني ايه "نصايص" ..

نبدأ من الاول بقي ..

ازيكم .. عاملين ايه .. بركة انكم بخير ..

نفصص العنوان الغريب .. و نفهمه واحدة واحدة ..

"هجايص" هو جمع .. مفرده اهجوصة او في اقوال اخري هجوصة . بتشديد الجيم .. و هي الأي كلام في اي كلام .. اللي بلا معني و لا طعم و لا ريحة و لا لون .. و لا حتي هدف .. و دة مبنسمعش اكتر منه في بلدنا المصون

"نصايص" هو جمع .. مفرده نص او نصة .. و هي الشئ اللي ميستحقش يكون شئ او لا يرقي انه يكون واحد صحيح .. مجرد واحد .. و مقصود بيها الاشخاص اللي ما تسواش تلاتة مليم في سوق البني ادمين .. بس للاسف موجودين في اهم مناصب و ركائز و اجهزة الدولة ..


ليه "هجايص في زمن النصايص" .. عشان بلدنا دي مبقاش فيها الا انصاف البشر هنا اللي بيتقلدوا كل المناصب و المراكز و المنابر سواء قيادية او سياسية او علمية او عملية .. و بيطلوا علينا كل خمس ثواني يقرفونا و يصدعونا و يملوا دماغنا بتخاريفهم و بالهجايص ..

و ليه "+18" .. ببساطة كمين .. و دة واضح من المقدمة اللي ملهاش علاقة بأي حاجة جاية في الموضوع .. بس دة شر لابد منه عشان اجيب رجل ناس مبتفكرش تقرأ شئ الا اذا كان فوق 18 او فى صور و مناظر و مزز .. و دول لو فضلوا يكملوا قراءة لحد الجزء دة .. ابقى انا عملت انجاز كبير جدا .. !!


ندخل في المفيد ..

خلصنا انتخابات .. !!
مين اللي فاز .. !!

لا لا استنوا .. محدش يقول .. متحرقوش المفاجأة ..

يا رب يبقي اللي في بالي ..

اصلي متوغوش قوي المرة دي ..

يا رب هو ..

السيسي .. !!!
بجد .. !!!

لا ما تقولووووش .. بلاش هزار في الحاجات دي .. !!

السيسي .. !! .. قول و النعمة ..!!

يا ما انت كريم يا رب .. الف حمد و شكر ليك يا رب .. هو دة الرجل المناسب في الوقت المناسب و المكان المناسب .. هو سوبر سيسي .. هيحل مشاكل البلد في ثانية .. و الامن هيرجع و السياحة هتنتعش و الاقتصاد هيفوق و عجلة الانتاج هتجري و مصر مش هتشيل ستة من غانا تاني ..

احمدك يا رب .. !!


طبعا كل اللي فوق دة عبارة عن مجموعة من "الهجايص" اللي بنسمعها علي لسان "النصايص" ليل نهار في التليفزيون سواء مذيعين او محللين او سياسين او حتي حشاشين

و مش معني كدة اني ضد اللي رشحوا السيسي .. او بنتقدهم في اختيارهم ..

بالعكس انا مقتنع ان اختيارهم ليه وراه روح وطنية عظيمة من منظورهم .. و كمان مشفق عليهم لانهم صدقوا اسطورة سوبر سيسي اللي صدرها الاعلام بشتي اشكاله .. و دة ملهمش ذنب فيه ..

بس اشهد ليهم بالوطنية ..

و قبل ما حد يقولي السؤال العاجز "هو كان فيه حد تاني اترشح احسن منه .. !!"

احب اقوله .. حاول تتذكر ردود افعال انصاف البشر امثال لميس الحديدي و خيري رمضان علي سبيل المثال و ليس الحصر لما سامي عنان قال انه هيترشح للرياسة .. و ازاي مسحوا بيه البلاط .. رغم ان اصلا السيسي مكنش لسة انرشح وقتها .. و قبلها بكام شهر كان سامي عنان اعظم اختراع بعد الكهربا

و ارجع كمان كام يوم ورا و تذكر تناول الاعلام للسيسي كمرشح للرياسة و خصمه حمدين اللي برضه مرشح للرياسة .. !!

باختصار .. سوبر سيسي .. صنع الاعلام .. !!

و مش دة المفيد برضه .. و مش ههري في المهري و اعيد و ازيد في كلام قديم محفوظ .. و اقول يسقط حكم العسكر .. فيرد عليا واحد يقول دة مدني .. اقوله اومال دبابات الجيش و عربيات الشرطة كانت رافعة صورته ليه وقت الانتخابات .. هيرد يقولي يبقي انت اخوان .. و ندخل في حيص و بيص .. و كلام كلنا حافظينه و مش هنوصل بيه لحاجة ..

بس انا هوصلكم لحاجة .. لان السيسي .. الفرعون الجديد .. ساقط ساقط لا محالة رغم دعم كل جهزة الدولة ليه قبل و بعد الانتخابات ..

و لو كنتم نسيتم 25 يناير و 28 يناير و محمد محمود و مجلس الوزراء .. ففيه كتير قوي منسيوش .. و مش هننسي و مش هينسوا ..

و لو السيسي و اللي معاه فاكرين ان بحبس كل رموز الثوار و اعتقالهم و تهديد الصحفيين و الغاء البرامج انه بينسينا الثورة .. يبقي بيحلم ..

الثورة قكرة و الفكرة لا تموت ..

احنا ممكن نموت بس هي مش هتموت .. و هترجع و هتصحي من تاني و هتاكل كل اللي يقف قدامها .. حتي لو استمرت اكتر من الـ 13 سنة اللي قعدتهم الثورة الفرنسية .. بس ساعة ما هترجع هتبقي اعنف بكتير من يناير ..

خليكم فاكرين كلامي .. و بعد سنة او اتنين من حكم السيسي العظيم .. قولولي كام واحد اتحبس و كام واحد اعتقل و كام واحد اختفي .. و كام صحفي اتمنع و كان برنامج اتلغي .. و طبعا التهمة جاهزة و محكوم فيها .. اخوان

و كام واحد اتشرد .و كام واحد مش لاقي ياكل .. و كام واحد مات من المرض و الجوع و الجهل ..

ساعتها الكيل هيطفح ... و كله هيخرج .. الجعان و المريض و الفقير و الثورجي و الشيوعي و الاشتراكي و المسلم و المسيحي .. كله هيخرج عشان الف سبب .. بس لهدف واحد .. اسقاط اخر الخلايا السرطانية لنظام مبارك اللي شل البلد 30 سنة ..

و يمكن ساعتها الاخوان يفهموا ان قياداتهم لعبت بيهم و هيدخلوا وسط الناس اللي خارجة بصورة جديدة و شكل جديد و يمكن فكر جديد .. من غير رابعة و لا مرسي و لا بديع ..

و هيطلع جيل جديد لما كنا في سنه كان اخرنا ناكل شيبسي و نقزقز لب و اقصى اهتماماتنا الأهلى حط على الزمالك كام .. !! .. جيل فاهم واعي .. حالم بحرية .. يعيش في دولة من غير فاشية عسكرية و لا حتي دينية ..

يمكن انا اللي بحلم و واهم .. و يمكن اكون شايف اللي انتم مش شايفينه .. بس الاكيد ان معدش فيها سكوت .. و حق اللي ماتوا مش هيروح .. بعد يوم شهر سنة اتنين عشرة .. بس هيرجع .. و يمكن احتا محتاحين الوقت دة عشان نفهم ازاي نديرها من غير مؤامرة و لا تصنيف و لا تخوين .. او كنا محتاجين الوقت دة عشان نعرف الديابة اللي وسطينا ..

بس اكيد جاية .. و راجعة .. الثورة لسة بتبتدي .. لسة منتهتش .. و مهما تجاهل هذا السيسي ثورة اشرف من في مصر و حاد عنها .. هترجع و تشيله و لن تبقي و لا تذر ..

كتبت علينا الثورة ..

و يسقط كل من خان .. عسكر فلول اخوان
و يسقط يسقط حكم العسكر ..

و تاني هنرجع للميدان .. ميدان الحق .. العدل .. الحرية .. !!

خلص الكلام ..

و معلش علي الخلاط اللي ضربتكم فيه .. موضوعين في واحد .. ملهمش علاقة ببعض .. دة اللي باين .. بس اللي يدقق شوية هيلاقيهم مرتبطين ببعض جدا جدا ..

و عارف ان كلامى هيزعل ناس كتير كانوا مع الثورة و شايفين السيسي استكمال ليها رغم ان الفلول و انصار السيسي نفسه شايفين 30 يونيو ثورة على ثورة يناير نفسها  ..


و كلامى دة لا ينتقص من وطنية اللى ايد السيسي او ايد غيره او حتى قاطع .. بس ممكن تعتبروا كلامى دة نوع من الهجايص .. و تعتبرونى نص من النصايص ..

و ان غدا لناظره قريب ..

سلام ..

الجمعة، أبريل 04، 2014

هَم يضَحَّك .. ذكريات طبيب تكليف .. الحلقة الخامسة




السلام عليكم 
ازيكم يا شباب .. عاملين ايه .. !!

يا رب تكونوا بخير 

:)

دى خامس حلقات ذكرياتى كطبيب تكليف فى وزارة الصحة المصرية العريقة و العريضة فى نفس الوقت 

و الحلقة دى هتبقى زى الحلقة اللى قبلها .. عبارة عن سرد موقف او اتنين من اللى كانت بتحصل معايا او مع غيرى هناك .. حسب تساهيل ربنا 

بسم الله ..



موقف 3 

 جالى واحد فى الوحدة شكله غلبان كدة و محترم قوى فى كلامه .. خبط علي الباب .. و دة شئ نادر يحصل فى مكان زى دة ..  يستأذنى و يقولى معلش يا دكتور ممكن تكشف على الحاجة برة بس .. عشانها مش قادرة خالص .. معلش .. !!
 
قفلت الموبايل اللى كنت بلعب عليه صب واى .. و قلتله حاضر من عنيا الاتنين .. فين البيت .. !!

قالى لأ يا دكتور هى برة مش كشف خارجى يعنى .. 

قلتله ماشى و قمت .. علقت سماعتى على كتفى .. خدت جهاز الضغط في ايدى .. و خرجت من العيادة و هو ورايا .. و سألته : هى فين .. !!

قالى برة ..

قلت يمكن برة فى الاستقبال .. 

وصلت الاستقبال .. ملقتهاش ..

لسة برة .. يبقى برة فى الطرقة .. 

وصلت الطرقة .. ملقتهاش ..

لسة برة .. 

يبقى برة على باب الوحدة .. بترتاح مثلا ..

وصلت على باب الوحدة .. برضه ملقتهاش ..

بصيت يمين و شمال اتأكد .. ملقتش حاجة .. كل شئ هادى و طبيعى .. المياة مفتوحة فى الجنينة .. و ايناس العاملة قاعدة بتقى الرز على السلم .. و الجاموسة بتاعة استاذ كليلة مربوطة فى العمود .. كل شئ طبيعى جدا جدا .. !!

- هى فين يا استاذ .. !!
- برة يا دكتور ..
- برة فين .. !! .. احنا خلاص هنقع فى الارض الزراعية بعد كدة .. 
- معلش معلش والله ما هى قادرة خالص .. هى برة اهو جنب الوحدة .. مش قادرة تنزل .. 
 - ماشى .. مفيش مشاكل .. 

خرجت برة الوحدة خالص .. صبحت على ايناس .. و على الجاموسة ..  و اخييييييييييييرا لقيتها .. وصلت .. !!

لقيت الست الطيبة قاعدة مشنتحة على عربية كارو .. ايوة كارو .. بيجرها حمار .. و نايمة متفلقسة وسط البرسيم اللى متحمل على الكارو .. و شغالة اوبرا عايدة .. ااااااااه ااااااااه ااااااااه يا ضهرى يانى ياما .. يا قلبى يانى ياما .. يا كلى يانى ياما .. !!

طيب انا هاكشف عليها ازاى دى .. !!

ابنها المحترم مدانيش وقت افكر .. و حلها فى ثوانى .. و قام مشبك ايديه .. و قاللى يلا يا دكتور .. اطلع .. !!

مشكور والله ..

و مكدبتش خبر .. و هوب حطيت رجلى و بقيت فوق الكارو .. انتخت على البرسيم .. ناولنى جهاز الضغط .. مالك يا امى .. !!

و ابتديت الكشف .. !!

قال و انا الحلقة اللى فاتت كنت مكسوف احكيلكم انى روحت كشف خارجى على موتوسيكل .. !!


 
موقف 4

الموقف دة مش هيكون زى المواقف اللى قبله .. لأنه محصلش معايا انا .. دى حصل مع الدكتور زميلى اللى قلتلكم قبل كدة هاحكيلكم عليه .. و لأنه شخصية غريبة من نوعه .. و لونه .. لونه كان برتقانى .. عامل فيها تامر هجرس .. بس على مليان شويتين ..

و عشان تفهموا شخصيته .. و تفهموا برضه فرحتى باللى بيحصله فى المواقف اللى هتيجى بعد كدة .. هاقولكم نبذة صغيرة جدا جدا جدا عنه ..

الراجل الطيب دة اتصل بيا فى يوم من الايام عشان اشيل مكانه النبطشية عشان عنده مشوار مهم جدا جدا .. فانا قلتله مش مشكلة انا كدة كدة كنت رايح الادارة .. فمش قضية يعنى .. هاعدى اشيل النبطشية لحد ما يخلص مشواره و اروح انا مشوارى بعدها .. 

حلو الكلام ..

رحت النبطشيه .. بداله .. و خلصتها .. و رجع شكرنى .. و مشيت .. روحت مشوارى .. الادارة الصحية بفارسكور .. و دخلت اخلص ورقى .. و انا جوة لقيت نفسى متحول للتحقيق بناء على مذكرة متقدمة فيا من زميلى اللى معايا فى الوحدة بتاريخ اليوم .. !!

شفتوا الهنا .. !!

كلمنى اشيل مكانه نبطشية .. عشان يروح يقدم فيا مذكرة .. !!

و قبل ما حد يقوللى .. يمكن انت غلطان .. يمكن حد تانى .. ارجعوا للحلقات الاولى والتانية هتلاقوا انى كنت الطبيب الوحيد و هو جه زيادة عليا .. !!

عموما .. مش دة الموقف اللى كنت ناوى احكيهولكم .. دى مجرد نبذة عن الشخصية ..

الموقف بقى .. 

الراجل دة كان من المنصورة .. فكان بيبات ف الوحدة المخيفة دى بالليل .. لوحده .. و كان لازق ورق فى البلد انه موجود 24 ساعة .. و كان بيبزنس من العيانين بيزنس محترم .. 

المهم ..

في ليله غبرة من الليالى .. الساعة 11 بالليل .. لقيته بيتصل بيا و بيقولى انه فى الوحدة و عايز منى خدمة و مش عارف ايه .. و عايزنى اشحنله عشان رصيده خلص .. و طبعا هو فى ادغال اقريقيا مش هيلاقى كلب بيهوهو فى الشارع فى الوقت دة .. و قبل ما اقوله ماشى .. سمعت فى التليفون اصوات عالية و رزع .. و يا عينى من رعبه قفل السكة ..

اتصلت بيه تانى و تالت و رابع و عاشر .. و فين و فين رد .. اطمنت عليه .. طلع ان كان فيه خناقة كبيرة .. و ناس متعورة .. و جاله ناس الوحدة و خيطهم .. قتلته طيب خير خير .. انا حسيتك قلقت و بتاع .. عمللى فيها السبع رجالة فى بعض .. و قاللى لا لا اقلق ايه ..

قلتله المهم عدت على خير

تليفون تانى منه الساعة 3 الفجر .. بيهمس زى البنات .. و صوته بيترعش ..

- خير يا ابنى مالك 
- اسلاااااااام
- ايووووة 
- الحقنى .. !!
- مالك .. !!
- انا فى السكن فوق فى الاوضة و قافل عليا وخايف .. 
- من ايه .. !!
- بتوع الخناقة .. !!
- هما رجعوا تانى .. !!
- لأ .. بس خايف برضه .. سامع اصوات كتير برة الوحدة ..
- طيب خليك قافل عليك .. و متقلقش من حاجة .. 
- سلام
- سلام



كل دة مش مهم .. المهم بقى اللى حصل تانى يوم ..

روحتله اطمن عليه .. وصلت عنده الصبح .. لقيته قاعد منفوخ على المكتب .. سبع الرجال .. اسد الليل .. سلمت عليه و اطمنت .. و حكالى اللى حصل تانى .. 


عدت ساعة .. انا قاعد فى اوضة تانية برغى مع التمريض .. لقيته داخل بيجرى و وشه ميت لون و بيقوللى رجعوا رجعوا .. قلتله نفس العيال .. قاللى اه ..

خرجت معاه و معانا كل الرجالة اللى كانوا موجودين فى الوحدة اداريين او عمال .. 

كام واحد متعورين .. اللى دماغه مفتوحة و اللى دراعه مفتوح .. و عايزين يتخيطوا 

اتشجعنا احنا الاتنين .. و قلنا ماشى هنخيطهم .. 

لقيت وشه احمر .. و جاب ميت لون .. فهمت على طول انه عايز يخيطهم لوحده عشان يبزنس منهم .. لأن المفروض الخياطة دى مجانى .. و كان حصل حاجة زى دى قبل كدة .. فعملت فيها عبده العبيط .. و قلتله طيب خيط انت و انا هاقعد فى العيادة عشان لو فيه كشف .. 

لقيت اسارير وشه بتزقطط .. ضحكت جوة نفسى .. و مشيت ..

لبس الجوانتى الجراحى بتاعه .. و بدأ يشتغل .. و انا عمال اتفسح ف الوحدة .. و شوية و لمحت عربية بوليس بتقف قدام الوحدة و نزل منها ضابط و جوز عساكر .. و متفهمش ليه العسكرى الغبى قام مشغل السارينة بعد ما ركن العربية ..

و فجأة .. 

لقيت الواد اللى كان بيتخيط .. قام زاقق زميلى مطوحه على الارض و نط من شباك الوحدة و طار جرى فى الارض الزراعية .. و محمد زميلى طار اتدحرج تحت الحوض و المياة و الكلور وقعوا فوق دماغه .. و العيال اللى اللى كانت جاية مع الحالة اللى بتتخيط .. منهم اللى نط من الشباك و منهم اللى جرى جوا الوحدة .. و جوز العساكر طاروا وراه .. 

طبعا كل دة وصت صريخ الممرضات .. و العاملات .. انا روحت اقوم محمد و سندته عشان يقوم .. لقيته قام زاقننى مطيرنى و طلع يجرى على اوضته فى السكن فوق .. و دخل الاوضة و قفل على نفسه .. 

قمت .. و طلعنا وراه .. اكيد كان مخضوض .. حاولنا نهديه لأن الموضوع كله خلص فى ثوانى .. العيال طارت فى الارض الزراعية .. و العساكر طبعا معرفوش يمسكوا حد .. و عرفنا من الضابط انه اصلا كان جاي يبلغنا نبلغ عنهم لو حد ظهر منهم عشانهم مسجلين .. 

عدت اكتر من ساعة و محمد لسة حابس نفسه فى الاوضة مبيردش على حد .. 

و انا بصراحة مكنتش عارف ابطل ضحك عليه .. لسبب بسيط جدا .. و هو انه من جوة الاوضة كام عمال يصرخ فى التليفون مع ابوه و كلمه يجيله و مصمم ان الناس اللى شغالة فى الوحدة هما اللى بيعملوا فيه كدة و عايزين يقتلوه ..

.. !!

و دة مكنش اول اتهام من النوع دة يتهمهم بيه .. !!




موقف 5

الموقف دة هاحكيه بس عشان نخفف شوية عى الموقف اللى قبله ..

ندخل فى الموضوع على طول .. 

فيه حاجة اسمها تأمين صحى على المدارس .. بيجيلنا طلبة المدارس لعمل كشف دورى و هكذا .. و بتبقى هيصة بقى لما الوحدة تتملا بمائة طفل فى ابتدائى .. ببقى هاتجنن من الدوشة ..

جه يوم التأمين ..

لقيت هجوم اطفالى على الوحدة .. و عيال بتتنطط .. و عيال على الشبابيك .. و عيال موقعين كرسي الاسنان و عاملينه مرجيحة و بيتزحلقوا عليه .. و اللى بيلعبوا كورة بازازة فاضية .. و اللى بيلعبوا صنم .. 

المهم انا صدعت .. و كنت فى العيادة جوة مع محمد بنكشف على 10 فى نفس الوقت .. و فعلا مبقتش قادر استحمل .. 

قلتله بص بقى .. كدة كتير اكشف انت و انا هاتصرف فى العيال دى ..

خرجت من العيادة و الوضع كان زى ما حكيتلكم .. و ابلة انتصار بتشخط فى العيال .. و نورا رابطة على راسها ارطة عشان الصداع .. و ابلة صفاء خلاص بتختضر .. 

قمت داخل الحمام و جايب المقشة .. و شايل العصاية بتاعتها .. و خارج ازعق بعلو صوتى فى الوحدة .. فيين المدرس بتاعكم .. !!!

- انا اهو .. !!

لقيت يا عينى الصوت طالع من شاب كدة غلبان شكله لسه متعين جديد .. قاعد فى ركن بعيد .. و باين عليه علامات الغلب كله .. و قاعد بيرغى مع نورا الممرضة

- استاذ .. !!
- اشرف .. استاذ اشرف .. !!
- مش هينفع كدة يا استاذ اشرف .. حاول تسكتهم .. انا تعبت 
- والله انا كمان تعبت .. 

هنا قاطعتنا نورا الممرضة و هيا بتشد الارطة اللى لابساها فوق الايشارب على راسها : لازم يكون تعبان .. دول عيال تجيب الهم و الشلل و الضغط ..
و قامت ماسكة عيل منهم بيجرى .. قافشاه من قفاه .. اقعد اترزع جنبى هنا يا ابن الـ**** .. !!

- مين .. !!
- دة الواد حامد ابنى .. الكبير بتاعى يا دكتور .. !!
- اه  ابنك .. بس مفيش داعى تشتميه كدة قدام اصحابه ..
- اصحابه .. !! .. دول كلهم ولاد **** .. جننووووووووووووونى .. 
- و جننونى انا كمان والله .. !! .. طيب لو سمحت يا استاذ اشرف .. حاول توقفهم طابور و انا هساعدك .. !!

قاطعتنى نورا تانى : استنى بس يا دكتور .. قوللى يا اشرف و بعدين .. البت توحة بنت صباح كانت لابسة ايه فى الفرح .. اصل امها بتقول فصلتلها فستان بالشئ الفلانى .. و شكلها كدابة .. 

انفجرت فيها : تاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانى .. توحة .. !! .. يخربيت توحة على صباح على سعيد .. !!

** راجع الحلقة السابقة عشان تعرف حكاية توحة بنت صباح **

قمت قالع البالطو .. و رميته على المكتب .. و ماسك المقشة رزعتها على الحيطة كذا مرة .. و صرخت ف العيال .. بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس

و فجأة هشششششششش .. سكوووووووووووووووت .. صمت 

ايه دة .. انا اتطرشيت ولا ايه .. !!

لا دة بجد .. دول سكتوا .. !!

الله اكبر .. !!

دة حلم جميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل ...

خلص بعد 3 ثوانى .. !!

كررت الموضوع تانى .. و قمت طايح فيهم بعصاية المقشة .. و بعد ربع ساعة ضرب فى العيال و شتيمة .. قدرت افصلهم صفين .. صف ولاد و صف بنات .. و قمت جايب كرسى قاعد بين الصفين .. و المقشة في ايدى .. و اللى بيتكلم فيهم .. بلسوعه .. 

طلعلى عيل منهم عامل فيها السبع رجالة .. و بيتلامض ..

قمت لابس الوش الخشب .. و قايمله .. فضلت باصصله مدة و مبتكلمش ..و قمت ماسكه منقفاه من ياقة القميص .. و شده معايا و مبتكلمش و هو عمال يصرخ .. و قمت مدخله الاستقبال .. و بعلو صوتى : يا اينااااااااااااااااااااااااااس .. هاتيلى الحقنة العشرين سم حالا .. عشان هاديهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااله .. 

يا عينى الواد قعد يصرخ يصرخ  و يعيط .. و انا ما ولت مصمم .. الحقنة يا ايناااااااااااااااااااااااس ..

طبعا ايناس مكنتش فاضية .. كانت بتحشى كرنب فى اوضة تانية .. 

و مع صريخ الواد .. بصتله بمنتهى البرود و مديت ايدى مسكت سرنجة الرايل .. و للى ميعرفهاش دى سرنجة 50 سم كبيرة جدا و ملهاش ابرة .. بنحقن بيها هوا بس .. 

بصيت للواد و انا لسة ماسكه من قفاه .. و شدينه برة قدام زمايله و قلتله : عارف ايه دى .. !! .. دى حقنة بهايم .. بنديها للحمير .. لو سمعت نفسك تانى .. هحطها فى جسمك من ورا و افضل احقن هوا هوا لحد ما انفخك .. و عنيك و وجانك تفرقع من كتر الهوا .. !!

الواد عمال يصرخ و يقول حاضر حاضر .. سبته .. طار وقف فى الطابور بتاعه .. رجعت على الطرسي بتاعى بين الطابورين .. فى ايدى مقشة و فى الايد التانية السرنجة الخمسين سم .. و مسمعتش نفس منهم بعدها ..

شوية و قمت اتمشى فى وسط الوحدة ازهو بانتصارى اما الممرضات و الاداريين .. و في وسط هذا الصمت و لحظات الفخر اللى بتعدى عليا و لا كأنى مجدى عبد الغنى بعد ما حط ضربة الجزاء ضد هولندا فى كاس العالم  .. لقيت استاذ اشرف المدرس بيفرج نورا على موبايله.. و هيا عمالة تتأمز يمين و شمال : اه .. امم .. حلوة .. ربنا يهنيها .. ورين اللى بعدها كدة .. امم .. ااهه ..

- بتتفرجواعلى ايه يا نورا .. !!
- مفيش يا دكتور .. !!
- متقوليش برضه حوار فرح توحة .. !!
- لا لا .. دى حاجة تانية .. ربنا يهنيها بقى 
- شكلك بتتفرجى على صور الفرح والله .. 
- لا لا خالص يا دكتور ..
- بذمتك .. !!؟

ضحكت ضحكة خبيثة و مردتش عليا .. و بصت لأستاذ أشرف .. : معاك صور الشبكة يا اشرف .. !!


حسبى الله و نعم الوكيل .. !!


لحد هنا و خلصت حلقة النهاردة .. اللى مكنتش كوميدية او فيها ضحك زى الحلقات اللى فاتت .. بس فيها مواقف مينفعش ميتحكوش بيكشوفلك الجانب الخفى لحياة الطبيب المصرى .. اللى فى وزارته بيمارس كل حاجة .. الا الطب .. !!

افوتكم بعافية

الأحد، مارس 09، 2014

وَنسان .. !!



صباح يوم جديد رتيب ممل .. لا جديد .. كل شئ قابع في مكانه .. لا شئ تغير .. 

اعقاب السجائر مقلوبة رأسا علي عقب في قاع كوب الشاي الممتلئ نصفه او اقل بقليل .. و كأن حالة الملل المميت اجبرته الا ينهي كوبه .. سرير لا يغطيه وسائد .. تلفاز و قناة يبدو انها لم تغير منذ عهود .. علب الطعام الفارغة ملقاة يمينا و يسارا .. الغبار يغطي كل شئ .. و لما لا و الشباك البالغ طوله مترين مفتوح عن اخره لا يستجيب لمداعبات نسمات هواء الربيع كأنه تجمد او تجلد من قلة الحركة .. او انعدامها .. و خلاصة افكار جاهين تنسدل من فم منير في نغمات تخرج من كاسيت عتيق في اخر الغرفة كسر بابه بفعل الزمن و الاستعمال "..وحدي لكن ونسان و ماشي كدة .. ببتعد .. معرفش او بقترب" ..

حتي الشمس تسللت اليها علي استحياء لا ترغب في وصول اشعتها الي هذا المكان القاتل .. فهناك علي هذه الارض من هو احق باشعتها الذهبية .. تتسأل بحسرة : ما هذا المكان .. من يستطع العيش في منزل كهذا .. !!

ألم تسكنه امرأة قط .. !!

ينظر حوله و هو ممدد علي اريكة متهالكة .. متكأ علي ساعديه و ظهره نصف مرفوع لا يرتدي سوي بنطال .. او هكذا بدا .. يدير رأسه في الغرفة بقرف شديد كمن اشتم رائحة عفنة .. ينفخ هواء فمه و يترك جسده فجأه مراخيا ساعديه ليرتطم بجسد الاريكة بقوة .. كأنه انتظر شيئا لم يحدث مع بداية اليوم الجديد .. او كأنه لم يرد استقبال هذا اليوم .. حيا .. !!

تمر الدقائق .. رتيبة كئيبة علي المنزل و صاحبه .. تنجح اشعة الشمس في مضايقة جثته الهامدة علي الاريكة المتهالكة .. فيحرك يده في بطء شديد ليغطي بها وجهه متفاديا الشمس .. يحاول عقله اقناع سائر جسده بالنهوض .. فلا جدوي من البقاء هكذا .. لا جدوي من انتظار شئ لن يحدث الا بأمر الله وحده لا غيره ..

يمر قرابة الساعة حتي ينجح العقل في مبتغاه و يبدأ الدم الراكد في العروق في التحرك مع حركة الجسد .. يحاول النهوض فيجلس علي حافة الاريكة غير مباعد بين قدميه مطاطئ الرأس .. ينظر باتجاه الارض. . يتابع اسراب النمل تتصارع و تتسابق في حمل بعض حبيبات الارز المتناثرة بجوار علب الطعام الفارغة.. يمد ذراعيه للامام ثم ينهض واقفا.. محاولا تفادي اسراب النمل .. يتركها خلفه و يحاول البحث عن شئ ينتعله في قدمه وسط ركام الغرفة .. سرعان ما يفشل في هذا.. فقد مل البحث فقط بعد ان نظر يمينا و يسارا .. يتابع المشي حتي اخر الغرفة يضرب بقدمه كل عبوة صودا فارغة او غير فارغة ملقاه في طريقه.. حتي يصل للحمام ..

يمد يده داخل الحمام متحسسا الحائط حتي يجد المقبس فيضيئه .. يخلع بنطاله.. حتي ينزل بين قدميه فيلقيه بقدمه كمن يسدد كرة قوية فيطير مصطدما بحائط الحمام ثم يقع بجوار اقرانه من للملابس الداخلية و غير الداخلية علي الارض منتظرين "الفرج" .. يمد يده فيدير محبس المياه ليسمح لها بالنزول من "الدش" المتدلي من اعلي الحائط .. يتحرك باتجاه المياه ليسمح لها ببداية رحلتها من ام رأسه حتي اخمص قدمه ..

فقد غيرت الحياه فيه كل شئ .. الا استحمام الصباح .. الملاذ الوحيد .. !!

احساس المياه الدافئة علي رأسه و جسده اعاد الهدوء لذهنه الشارد .. فبدأت الحياة في الرجوع كشريط سينما يعرض "فلاش باك" .. كل شئ يعود سريعا.. ابوه امه مدرسته اصدقائه النادي الكلية العمل و هي.. نعم هي.. شريط السينما لم يتغير منذ عقود .. كل الاحداث المتراكمة تمر سريعا بنفس الترتيب حتي يصل عندها. . فيتوقف كل شئ.. يبتسم لوصولها عقله.. ثم تتلاشي فتتلاشي الابتسامة عندما يتيقن اتها هلاوس ذهنه لا اكثر .. يغمض عينيه في محاوله اقناع المخرج السينمائي القابع في ذهنه علي استكمال فيلم الذكريات.. لماذا دائما عندها ينقطع البث .. !!

تعود مرة اخري.. فيبتسم مجددا .. ثم يقوم مخرجه الذهني عنوة و غصبا بتسريع الاحداث سريعا جدا. . فلا يستطيع ملاحقته حتي تأتي مشاهد يرفضها قلبه.. فيهز رأسه يمينا و يسارا بشدة يحاول طرد هذا المخرج اللعين من رأسه .. اخرج ايها البائس .. يفتح عينيه بقوة كأنه يخشي استمرار اغماضها و يلهث بشدة من هول ما رأي كمن كان يجري دهرا .. !!

ملعونة ايتها المياة الدافئة .. !! .. لم ترحمه يوما منذ زمن .. !!

انهي حمامه المنعش المميت .. ليلقي بجسده داخل منشفة من الحجم العائلي.. يجفف بها جسده و شعره ثم يلفها علي وسطه .. ليخرج بها الي ركام الغرفة مرة اخري. . يتجاوز الغرفة سريعا.. متفاديا كل عائق في طريقه .. ينظر فلا يجد اسراب النمل. . عادت الي خنادقها بعد انهاء مهمتها بنجاح .. الاستيلاء علي بقايا الطعام

يسحب سيجارة من علبة كارتونية ملقاة علي طاولة قديمة تخلو من كل شئ الا بعض الاوراق و علبة السجائر و كوب الشاى الممتلئ نصفه ليعمل مطفأة لسجائره .. يمرر يده فيفتح الدرج الملئ بولاعات اشكال و الوان فيجذب احدها ليشعل سيجارته. . ثم يمرر يده ثانية وسط الولاعات فيسحب من تحته كتابا عفي عليه الزمن .. و يفتحه من المنتصف تحديدا فيجذب من بين صفحاته صورة متقطعة الاطراف يبدو عليها القدم .. و ينظر لها بامعان شديد .. و تبدأ انفاسه في التسارع .. و يسيطر مخرجه الذهني علي افكاره من جديد

يمر الوقت و النار تأكل سيجارته التي لم تذق شفتاه طعم حلاوتها منذ اشعلها.. مازال شاردا في صورته البالية. . وقع سقوط ركام السيجارة المتآكل بفعل النار علي قدمه العارية اخرجه من شروده.. القاها مع اخواتها في كوب الشاي الممتلئ عن اخره باعقاب السجائر. . اصطحب صورته معه الي الشباك المفتوح و استتد بساعديه علي حافته و نظر مرة اخري الي الصورة. . و شرد من جديد ..

صفين من البشر من الجنسين يتضاحكون و يتغامزون مع ملتقط الصورة.. يبدو عليهم ملامح طموح الشباب و انطلاقه .. اعمارهم لا تتجاوز منتصف العشرينات. . متقاربين بشكل شديد.. تظهر الالفة و المودة بينهم. . يتوسطهم بدر الزمان يضئ كل ما حوله.. تبتسم في رقة شديدة كموجة نسيم باردة في عليل صيف اغسطس باتجاه ملتقط الصورة. . عينان تبثان الحياه في كل شئ كشمسين اضاءتا الدنيا .. من فرط قوتهما ظهر كل شئ بجانبهما معتم. . و كأن لا اخد غيرها في الصورة. . و كأن الكاميرا لا تري غيرها ..

كل هذا ظهر في صورته الباليه التي ضربها صفراء الدهر و الزمن و تقطعت اطرافها فطارت رؤوس بعض اصحابها.. و اختفت ملامح البعض الاخر. . الا هي. . توسطت الصورة تماما .. فتجنبت غدر الزمان بقطعة الورق.. و كأنها تصر علي الوجود مدي الابد. .

فقد كانت هي سره .. و كان هو ملتقط الصورة .. !!

فلاش باك جديد من مخرج ذهني بسط سطوته تماما .. و امتدت نفوذ مملكته حتي شملت كل حدود العقل. . فارسل رسله الي القلب يعلمه بوصول المحبوب و اعلان اعلي درجات حالات الاستنفار القلبية. . فتتسارع الدقات و الانفاس.. و تسقط كل حوائط صد الذكريات و موانعها.. و تبدأ الافكار في التسرب سريعا. . و كأن العقل ارسل صاحبه في آلة زمن خيالية اعادته لأكثر من عشر سنين فاتت. . !!

صباح يوم في خريف اكتوبر .. و وسط نسمات الهواء التي تتطاير معها اوراق الشجر الذابلة .. كان يراها وردة متفتحة تنشر عبيرها في الافق تحيل خريف الكون ربيعا مزهرا.. كان ينتظرها في كل صباح ليمتع نظره برؤيتها تظهر من باب عمارتها الحديدي بعد ان تلكأ قرابة الساعة في بيته المقابل لها حتي يتسني له اصطحابها الي الجامعة. . فقد كانت تزامله الحي و الجامعة معا..

منذ انتقلت الي هذا الحي و هي اشعلت داخله روح العشق .. فتنته برقتها و سحر جمالها. . حفر ملامحها في قلبه و عقله .. حتي عطرها كان يشمه من علي بعد اميال. . خيوط شعرها الذهبي .. عيون المها. . اناملها الرقيقة. . شفتاها. . عطرها الاخاذ.. عقلها الراجح. . رقتها القاتلة .. شخصيتها الساحرة. . كل ما فيها اثار في قلبه نار العشق و الهيام

في طريقهما ذهابا و مجيئا كان يتلفت يمينا و يسارا يحرسه بعينيه. . يحميها بجسده من اجساد المارة و السيارات. . تمني الاف المرات لو افداها بروحه امام سائق متهور. . يتوقف قلبه عن النبض لو تلامست ايديها صدفة في زحام الطريق. .

يتبادل الضحكات معها و يتابع ابتساماتها العذبة. . و يسرح في عينيها مستغلا انشغالها بقراءة شيئا ما .. و يضحك عليها عندما تلطخ وجهها بالصلصة و هي تتناول ساندويتشا ساخنا بين المحاضرات

تلك كانت حياته. . حياتها. . يشغل يومه بيومها. . و ما يؤرقه الا نهاية يومهما معا في اخر النهار .. يودعها عند مدخل عمارتها .. تصعد درجات السلم برشاقتها المعهودة .. تسلب من روحه كل شئ .. يعتصر الفؤاد .. ما لك ايها القلب .. ان غدا لناظره القريب .. اهدأ و رب الناس .. !!

تمر الايام و السنوات تلو الاخر .. و يبقي كل شئ .. الا حبه لها .. يكبر يوما بعد يوم .. ككبر الجبال .. و ثقلها علي قلب لم يخطر محبوبه بشوقه و لوعه .. سنوات من الرفقة و الفرح و الهم و الحزن ..

ما زال يذكرها و كأنه الأمس ..

تترقرق الدموع في عينيه و هو يمرر اصابعه علي صورته البالية .. ود لو يلمس خديها فيشعر بحلاوة الروح تدب فيها .. كم هي موحشة الحياة بدونها ..

ترتعش يده .. فتكاد تسقط الصورة من يده .. فيقبض عليها بشدة .. و يزمجر في غضب .. نسمة هواء لعينة كادت تضيع اخر ما تبقي له منها .. احتضنها سريعا و ابتعد عن الهواء .. لن يقترب منها احد .. و يعيد الصورة الي منتصف الكتاب حيثما كانت .. و ينظر اليها نظرة اخيرة قبل ان يغلق عليها الكتاب و يعيده الي مثواه .. هل تراني مثلما اراكي .. هكذا حدث نفسه ..

نفس البسمة لا تغادر وجه البدر .. بسمتها نفس البسمة

نفس بسمة "صباح الخير" .. و بسمة "الحمد لله" .. و بسمة اللقاء .. و بسمة "نجحنااا" .. و بسمة "متزعلش" .. و بسمة الوداع .. !!

نفس البسمة التي اضاءت من الكون كل شئ ..

هي بسمة وداع نظرت بها اليه .. و هو يرمقها من خلف حاجز زجاجي و هي علي سرير مدولب لا تقو علي الحراك .. اطباء و ممرضين و ممرضات يتحركون في عشوائية غير مفهومة حولها .. منهم من يحاول ان يقيس ضغطها او نبضها .. و يمرر بعض الامبولات الكيميائية في اوردة جسدها . عل قلبها يستجيب .. يتابعون في قلق معدلاتها الحيوية علي الشاشة .. و هي تهبط تدريجيا .. وسط صرخات الاهل و استجداء الاطباء في خروجهم من الغرفة ..

لم تقو قدماه علي الحركة .. عين علي نبضات قلبها في شاشة لا تنفع و لا تضر .. و عين علي عينها .. روحها . روحه .. تتبسم في وجهه وسط كل الصخب هذا و كأنها تسأله ألن تبادلني البسمة .. لم اعهدك هكذا قط .. !!

يحاول التبسم مخفيا دموعه المتساقطة .. و قلبه الذي يعتصر الما و هو يرقب صفراء وجهها تزداد .. و معدلاتها تستمر في الهبوط .. يلتصق بالحاجز الزجاجي و كأنه يريد ان يخترقه فيجري عليها فيحتضنها و يضمها الي صدره فيخبرها بحبه المدفون في روحه منذ عهود و سنين .. عل هذا الخبر يحييها .. او يفاجئها فيصدمها فتوبخه .. ما كان يبالي بكل هذا .. فقط اراد وجودها في الحياة ..

دقائق طويلة .. جدا .. كأنها الدهر .. !!

و فجأة ..

ممرضة تجري بطاولة عليها بعض الحقن الطبية و جهاز للصعق الكهربائي .. و اخري تجري باتجاهه فتغلق الستائر علي الحاجز الزجاجي فتمنعه رؤية بسمتها .. بسمة الوداع .. و اخري تنجح في اخراج الاهل من الغرفة .. ما زال ملتصقا بحاجزه الزجاجي .. و لكن لا يري شيئا .. انعدمت الرؤية تماما داخل الغرفة .. أغلق عينيه . لا يود ان تري عيناه شيئا بعد عينيها ..

لحظات مرت كالدهر ارزله ..

لا يقو علي الحركة .. شل الفكر و العقل .. و طعن القلب .. و سلبت الروح .. يمني نفسه بكلمات تخرج من طبيب تطمنئه علي حالتها .. و ان شمس الحياة لن تغيب ..

لم يخرجه من سكونه سوي صوت باب الغرفة و هو ينفتح ليخرج منه طبيب مطاطئ الرأس .. يتحدث للاهل بنبرة مكتومة الصوت .. ظل يبحث في العيون عن بادرة امل .. لم يجد سوي الحسرة و الذهول .. خارت قواه .. سقط علي ركبتيه ..

يا رب يا عالي .. من لي سواك ..

صرخات دوت بجانبه .. اشعلت النار في الروح .. توقف قلبه عن النبض .. يزحف ببطء شديد كجثة هامدة .. يتحرك نحو الباب الذي انفتح عن اخره اثر اندفاع الاهل و الاحباب الي داخل الغرفة .. لا يري شيئا .. غير ان الحركة انعدمت في الغرفة .. يحاول الاختراق بنظره بين اجساد الاطباء و الاهل المتجمهرين حول سريرها .. انه يراها .. نعم انها هي .. هي .. هي الروح و القلب و العقل و الفؤاد .. و لكن .. لكن اين وجهها .. لماذا تغطونها هكذا .. لماذا تغطون وجهها .. ها .. ايعقل ان تضعوا مثل هذا الغطاء الرث علي وجه ملك .. ايعقل ان تنطفئ نور الحياه .. شمس الوجود .. لماذا تغطون وجهها .. بالله عليكم لا تفعلوا ..

صرخات و صرخات تتوالي .. و قلبه يعتصر .. و ام تبكي بحسرة تحاول كشف وجه القمر المستور .. و اب لا يقو علي الحركة .. و اخرين لا يعون ما يحدث .. عويل البكاء اصم .. قلبه يرفض تصديق ما تراه عيناه .. يبحث عن الشاشة اللعينة في طرف الغرفة علها تنفعه الآن فيبشرهم بالحياة ..

نعم .. انعدم النبض .. توقف القلب ..

توقف القلب .. قلبه .. و قلبها ..

يوما لن يري بسمتها ثانية ..

يمسح دموعه المترقرة علي خديه .. اللعنة عليك ايها العقل .. اللعنة على عقل لا يحوى من الئكريات الا مرها .. و يرفع صورته مرة اخري فيضمها الي قلبه .. و يحتضنها ليهدأ قلبه الذي اعتصره ألم الفراق .. ثم يقبلها قبلة حانية .. و يضعها ثانية في كتابه البالي ثم يعيده الي مكانه .. محاولا استخلاص نفسه من الدرك الاسفل من الحزن ..

نعم رحلت فأخذت كل شئ ..

يحاول ان يأخذ نفسا عميقا و يطرد من عقله ذكرياته القاتلة .. و يترحم علي الفؤاد .. و يبحث عن شيئا يرتديه .. عله يستر روحه المجروحة .. و يسحب سيجارة اخرة من علبة سجائره لينفث دخان افكاره عل عقله يستريح .. و يبحث عن كوب شاي الأمس الذي استعمله لاطفاء سجائره .. يحرك رأسه يمينا و يسارا حتي يجده مستقرا فوق الطاولة مختبئا خلف بعض الاوراق و الجرائد .. يلتقطه .. فيسقط من بينها مظروف ورقي حمل اسمه بالكامل بالعربية و الانجليزية .. ينظر الي المظروف الورقي الملقي علي الارض .. و يطيل النظر .. ينفث دخان سيجارته التي اشعلها توا .. ثم ينحني ارضا ليلتقط مظروفه بنفس اليد التي يمسك به السيجارة .. و كأنه لا يستحق ان يفرغ له يدا كاملة ..

يمسك بمظروفه و يبتسم ساخرا .. ثم يلقيه بعيدا .. فتسقط منه بعض الاوراق .. يتجاهلها .. و يتحرك ناحية اريكته المتهالكة لاستكمال يومه الرتيب الممل الروتيني في مطالعة الاخبار و مشاهدة التلفاز .. هذا الروتين الذي استمر لشهور منذ جاءه هذا المظروف اللعين .. هذا المظروف الذي خلف اوراقا علي الارض .. كتب علي اخرها في الاعلي اسمه كاملا بالانجليزية .. و تاريخا يعود الي اشهر مضت .. و في منتصفه حروفا و ارقام تشير الي معدلات مكونات جسده من بروتينات و انزيمات و غيرها الكثير من التحاليل الطبية و العينات الباثولوجية .. و في اسفلها كلمات بالانجليزية

Conclusion : Patient's sample shows a type of Leukemia for further investigations

الاستنتاج : عينة المريض تشير الي اصابته بنوع من انواع سرطان الدم .. مطلوب اجراء تحاليل اخري

و امضاء الطبيب .. و خاتم شعار المعهد القومي للاورام .. !!

ما زال يرمقها من أعلي اريكته المتهالكة .. ينفث دخان سيجارته الساخن في وجه الورقة الخبيثة التي حملت الخبر الخبيث .. و هي ملقاة علي الارض .. و كأنما اراد ان يخبرها شيئا و لكن رتابة حياته اجبرته علي تجاهلها .. فيبتسم .. يبتسم لها .. فقد اقترب اللقاء .. يبدو ان القدر كتب له رفقة محبوبته في كل شئ .. حتي في مرضها .. مرضها الخبيث .. و لكنه امهله كل هذه السنوات عقابا له علي ما اخفاه عنها و كتمه في صدرة طيلة سنين .. فعسي الآن ان يلقاها في جنات ربه ..

فيخبرها كيف عاش لها .. و مات برحيلها .. و اعتل جسده بمرضها .. فيقتله .. فيلقاها في جنات ربه و ربها ..

يمني النفس ان يحشر مع من عشقها .. !!

الثلاثاء، فبراير 25، 2014

هَم يضَحَّك .. ذكريات طبيب تكليف .. الحلقة الرابعة




ازيكم .. عاملين ايه
اكيد وحشتكم .. صح !?

مش قوي .. !!

يلا خير .. المهم اني وحشتكم

اكيد نسيتم اصلا احنا كنا بنتكلم عن ايه .. !!

هافكركم ..

ملخص الحلقات اللي فاتت .. كنت بحكي فيها عن الوحدة الصحية و اني بقيت مدير و لبست في الحيطة و عن شخصيات الوحدة تمريض و فنيين و عمال و اداريين .. و وصلنا لحد ما روحت بعد اول يوم شغل كئيب و بسمع علي الحجار "انكسر جوانا شئ" .. !!

و عشان الموضوع ميخرجش عن النسق اللي اتفقنا عليه في اول حلقة .. هكلمكم الحلقة دي عن العيانين و دماغهم العجيبة المريبة .. و كمان مواقف مينفعش ماتتحكيش

بغض النظر عن علي الحجار اللي لازمني طول المشوار من و الي الوحدة يوميا .. و بغض النظر عن الطريق الزفت و عن الوحدة الازفت .. كانت المفاجأة بالنسبة لي هي عقلية الكائنات - اللي هاطلق عليها وصف بشرية مجازا - في التعامل مع المرض .. خصوصا مع الاطفال .. !!

العيانين هناك 4 انواع

النوع الاول .. نوع مستكين و مسالم و هادي و بياتبر دكتور الوحدة اهم اختراع بعد الكهرباء و دة طبعا نوع مفيش منه خطورة و لا مشاكل .. و نوع تاخده علي حجرك و تدلع و تدادي و تكتب تجدعها قرصيتةن اسبرين و تبقي ملك زمانك و العيان يبقي ناقص يبوسك من بؤك كمان

النوع التاني .. دة اقل سلمية .. شكاك شويتين .. اسئلته كتير .. لحوح .. تحس انه مش مطمنلك او مستصغرك كدكتور .. و دماغك تورم من الكلام معاه .. و ممكن الكشف يدخل في ساعتين .. بس لو تشخيصك و علاجك ظبط معاه .. حاااااسب .. ايوة بقي .. احلي صينية مكرومة بشامل توصلك الوحدة مع زغاريد و طبل و زمر و تقعد باشا مستربع فوق المكتب لابس طرطورك و بالونتك في ايدك و بيفنوا حوليك حلقاتك برجالاتك .. و بالهنا و الشفا

النوع التالت .. و دة الغالبية العظمي .. بيتعامل مع الوحدة علي انها مرحاض عمومي .. و مكتبي هو لا مؤاخذة الكنيف .. يجي ي** في دماغ الدكتور كلام مالوش اي تلاتين لازمة و اعراض ملهاش اي علاقة ببعض .. بس عشان يوصلك انه عايز العلاج الفلاني لانه مبيرتحش الا عليه .. و اللي غالبا بيبقي اموكسيل المضاد الحيوي .. عشان يحطوه للبط و الفررخ .. و دة مع الوقت عرفتهم و حطتهم في البلاك ليست .. و انقلب السحر علي الساحر .. و بقوا هم الكنيف بتاعي

النوع الرابع .. و اخر نوع .. و اكتر نوع مثير للغثيان و القئ .. يعني اكشف من هنا و اضرب حبايتيت فلاجيل و واحدة موتينورم بعد الكشف .. عبارة عن كائنات هلامية رخوة جيلاتينية الملمس اشبه بالمخاط .. برابير يعني .. بيتعاملوا معايا ان انا ابن اختهم مثلا .. مفيش مانع اطلاقا يكلموني في اي شئ لو حتي مشكلة عائلية و ممكن يوسطوني احل المشكلة .. او حتي ياخدوا رأيي في لون اوضة النوم او جهاز العروسة .. عادي جدا

و قبل ما اكمل كلامي .. احب اوضح ان كلامي فوق مش تريقة علي اشخاص لا سمح الله .. دة تعليق علي عقلياتهم او بمعني ادق تعليق علي نظرتهم لطبيب الوحدة

بعد ما رصينا اصناف العيانين .. هندخل في مواقف عجيبة تعيد للاذهان ذكريات الدكتور العلامة دكتور ربيع طبيب اول و مدير الوحدة الصحية بالمزاريطة ..

و كل ما افتكر موقف هاكتبه ان شاء الله .. و الله المستعان

يعني للاسف هتخرج الحدوتة برة طور الحلقات .. و هتبقي سرد ذكريات .. يا رب متزهقوش بس

 
موقف 1 :

ام حمادة .. ست طيبة اوي .. جارتنا .. ساكنة جنب الوحدة لزق .. بتعتبر الوحدة هو سيتي ستارز بتاعها .. تدخل الصبحية متشيكة و لابسة الارطة .. 9 صباحا .. تطلع السلمتين . تهبط .. تعقد علي باب الوحدة ترغي مع ابلة غالية عن فلانة و علانة .. تاخد راحتها شوية و تكمل مشوارها جوا المول .. توصل عند المعمل كدة .. تهبط .. تريح شوية و ترغي مع ايناس و ابلة صفاء .. 11 صباحا .. !!

المهم علي 2 الظهر كدة تكون وصلت العيادة الفخيمة بتاعتي ..

حمد الله بالسلامة ..

- ازيك يا ام حمادة .. و ازي حمادة
- بخير يا دكتور اسلام .. ازيك انت و ازي امك
- بتسلم عليكي .. خير .. سلامتك
- والله يا دكتور .. انا كلي تاعبني .. عيني و بطني و وشي و رجلي و مخي و كعبي و بؤي و عايزة اقيس السكر و الضغط .. و عايزة فيتامينات و حاجة للمفاصل .. متعرفش دوا تخسيس حلو .. !!
- مممم .. شكلك ميكس بين صنف واحد و صنف تلاتة
- بتقول ايه يا دكتور .. !!
- و لا حاجة يا ام حمادة .. دراعك كدة نقيسلك الضفط .. شمري

ترفع الكم و تشمر .. اركب جهاز الضغط .. البس السماعة .. ابتدي قياس

تدخل نورا الممرضة ..
- ازيك يا ام حمادة .. انتي فين يا ولية
- ازيك يا بت يا نورا .. كنت عند ام صباح عشان فرح البت نوجة
- ليييه .. هي نوجا اتجوزت .. !!
- الواد سعيد بتاع السمك ..
- و صباااح الواااطية معزمتنيش .. وحياة ولادي ما ساكتالها .. بقي دة اسمه كلااام .. لاااا لااا .. دة الو*** رحتلها لما كانت عاملة عملية ال ..

- (انا مقاطعا) احم احم .. مش عارف اسمع يا نورا الضغط
- معلش يا دكتور .. علي العموم ربنا يهنيهم و خلاص .. اتوصي بأم حمادة يا دكتور .. دي تبعنا
- حاضر هكتبلها دوا من الحلو .. بس اتكلي انتي علي الله
- ضغطك فلة يا ام حمادة ..

و باستمر في تثبيت ام حمادة اللي كل ما اخلص من شكوي تطلع التانية .. و هكذا و هكذا لحد من نوصل لمربط الفرس .. اموكسيل مبرتحش غير عليه

و ساعتين من الجدال العلمي في محاولة اقناعها ان الامها المتعددة المتفرقة ملهاش علاقة بالمضاد الحيوي .. طبعا كلها تبوء بالفشل و برضخ لمطالبها في الاخر و بكتب اموكسيل شريط واحد .. امضاء طبيب اول الوحدة .. د اسلام التمامي ..

جامد اخر تلات اربع حاجات .. طبيب اول الوحدة .. يا سلااااام

خرجت زبونة الوحدة الدائمة تكمل رحلتها لخارج الوحدة .. و توصل عند بوابتها علي المغرب كدة بعد مشاورات و مناقشات كبيرة في موضوع ان سعيد بتاع السمك كان يستاهل حد احسن من نوجة بنت صباح .. !!

و زي ما قلتلكم قبل كدة ان الصنف دة هو غالبية العيانين اللي كنت بقابلهم في وحدتي العظيمة ..

كنت بصراحة ناوي اقفل الحلقة علي كدة المرة دي .. بس قولت هتبقي صغيرة .. فهاحكيلكم موقف كمان و هاعتبره زكاة عن صحتي و عفيتي

.. بس للعلم المواقف مش مرتبة زمنيا

 

موقف 2 :

كان اتفاقنا مع مدير الادارة ان طبعا فكرة تواجدي في الوحدة 24 ساعة كل يوم مستحيل .. و وصلت معاه انه انتدب دكتور كمان معايا في الوحدة هاحكيلكم عنه كتير بعدين لأنه من الكائنات النادر تواجدها علي ظهر كوكبنا العزيز .. و قسم الاسبوهع بيننا 3 ايام و 3 ايام .. و الجمعة مرة و مرة .. بس طبعا علي اساس اننا بنبات في الوحدة 24 ساعة .. و طبعا دة مكنش بيحصل ..

المهم ..

جه الدور عليا اني اشيل اول يوم جمعة .. صحيت متكدر طبعا .. لبست هدومي و نزلت .. شغلت علي الحجار كالعادة .. وصلت الوحدة بعد رحلة سفاري في وسط الطينة و المياة اللي بفعل المطر اللي موقفش بقاله يومين .. العربية اللي لونها احمر بقي لونها اسود .. المهم ركنت جوة جنينة الوحدة .. جبت خرطوم الجنينة و بدأت اغسلها ..

بلا شغل بلا هم .. العربية اهم يا عم ..

فتحت المياة و اقعدت انضف فبها شوية .. جاتلي ممرضة قعدت تشرحلي الوضع يوم الجمعة بيبقي صيدلية الوحدة مقفولة و ان الكشف بيبقي بفلوس ..

عينيا لمعت .. و قعدت احسبها .. و اقول ايوة بقي .. الكشف اعمله بخماشر عشييين جندي و يجيلي حنة و حنييين كشف .. عشة عشييين في حنة و حنييييين .. ياااا دين النبي .. الواحد هيلعب بالفلوس لعب يا جدع ..

رميت الخرطوم و دخلت جري .. بلا عربية بلا هم .. الشغل اهم يا عم .. الطب دة رسالة سامية .. !!

سامية و احمد .. !!

قعدت علي مكتبي في عيادتي .. معايا سماعتي و محفظتي في جيبي عايزها تتنفخ بقي .. و عمال اعد الثواني .. و عنيا الجوز علي الباب .. في انتظار العيانين .. و الملايين .. !!

ساعة .. اتنين .. الصلاة جت .. و خلصت .. ساعة اتنين ..

ولا الهوا .. مفيش كلب دخل يهوهو حتي في الوحدة و يمشي تاني .. حتي الجاموسة اللي كانت مربوطة في عمود الوحدة مشيت ..

احلامي بتنهااار .. يا رباااااااه ..

الغوث جه .. النجدة جت .. الله ااااااااكبر

سمعت صريييخ صريييييييييخ صريييييييخ من برة يا دكتووووووور يا دكتتتتور

انا قلت بس .. دي وش عملية قلب مفتوح و هاطلب فيها نص مليون و لا حاجة ..

و لقيت شاب داخل بيجري الحقني يا دكتور الحقني ..
- خير يا ابني .. ايه
- ابويا .. ابويا
- ماله
- قاطع النفس في البيت ..
- ايه
- تعالي معايا ونبي ..

خرجنا جري .. اول كشف خارجي في حياتي .. هتلعب يا ابو اسلام

وصلنا برة الوحدة ..

- يلا يا دكتور
- يلا فين .. !!
- ورايا
- وراك فين .. !!
- ورايا علي المكنة
- مكنة .. !!
- الموتوسيكل ..
- موتوسيكل ..
- يلا يا دكتور .. ابووووويا

موتوسيكل موتوسيكل .. نطيت ورا الراجل .. قفشت في ضهره .. و حاسس بالبراغيت علي المكنة زي ما بييسميها .. و رافع رجليا عشان الطين .. عدتي في ايدي .. لابس بالطو ابيض .. راكب مكنة صيني .. حلاق صحة وش و رايح اطاهر عيل مولود ..

وصلنا البيت .. مدخلناهوش ..
طلع يجري من جنبه و انا وراه ..
وصلنا لابوه ..

في الزريبة .. !!

ايوة .. ابوه مرمي في الزريبة .. وسط البهايم و حواليه ناس كتييير .. خير خيير اهو الدكتور وصل ..

بصيت لقيت الراجل وشه منور زي البدر .. اللهم صلي علي النبي .. قاعد و ساند ضهره في الحيطة .. و ماسك لي الشيشة في ايده .. و بيشد النفس ورا التاني .. و صحته احسن من صحة الجاموس اللي حواليه ..

اللهم لا حسد ..

- ما الراجل فل اهو يا هم ..
- والله يا دكتور كان قاطع النفس دلوقتي .. و شنقان .. و بيفيص
- بي ايه .. !!
- بيفيص .. !!
- طيب و بعدين ..

الراجل الكبير سلم عليا و قالن انه شنق بس و بقي فل و نفيس فيه حاجة .. حاولت اطمن عليه و اسأله كام سؤال اعمل فيها دكتور بقي .. و كام نصيحة حلوة من بتوع الشيشة عيب و حرام و كخ و الجو دة ..

و قلت اقيسله الضغط .. احلل المشوار .. لقيته عالي شوية و هو ماشي علي علاج ليه ..

نظرات الانبهار بيا بتلاحقني من اهله اللي محشورين جوة الزريبة .. اصله كان جهاز ضغط ديجيتال .. و طبعا بعد الجهاز دة ما ظهر اتشهرت في البلد بالدكتور اللي جاي من مصر عشان قلت اني شاريه من القاهرة ..

المهم نغس رحلة العودة وراه علي الموتوسيكل .. باجر اذيال الخيبة ..القلب المفتوح و النص المليون ضاعوا ..

يلا حصل خير .. تتعوض

وصلنا الوحدة نزلت من علي المكنة .. الراجل شكرني .. دخلت الوحدة .. دخل ورايا و لقيته مكرمش حاجة في ايديه و حطها في جيبي و طبطب عليه ..

حلاق صحة وش .. !!

فتحتها لقيتها خمسة جنيه .. مقطعة .. !!

جريت وراه و اصريت اني ارجعها بحجة قال ايه .. مباخدش فلوس .. انا معملتش حاجة دة واجبي و اهلي ..

خرج بالموتوسيكل بتاعه .. و انا في حوش الوحدة .. مدخلتهاش تاني .. قمت قالع البالطو و رميه جوة العربية .. ركبت و دورت .. و رزعت بابها .. بلعن في الطب و في اللي بيشتغلوه ..

يلا يا عم علي .. عكنن علي اللي خلفونا يا عم علي ..

و مشيت


خلصنا خلاص الحلقة .. و حكينا المواقف .. بس لسه فيه كتيير .. ما تقلقوش .. مواقف هتلاقيها بتتكرر مع كل دكتور تم تكليفه في وزارة الصحة المصرية في دولتنا الشامخة ..

افوتكم بعافية

الخميس، يناير 30، 2014

فى فراق المحبوب





كأنها حين ترحل .. تأخذ معها كل شئ ..

 حتي أنفاسي تسلبني اياها عنوة و غصبا .. كقاتل سفاح يسلخ صدري و يخرج قلبي و يودعه عندها .. 
فابقي بلا قلب و لا نبض منعدم النفس مُزرق الخلقة .. 

ينقصني فقط غُسل و كَفن .. و انا علي قيد الحياة

و حين تهم بالرجوع .. يبدأ قلبي بالتسلل لجسدي رويدا رويدا .. فتبدأ علاماتي الحيوية بالتحسن واحدة تلو الاخري .. و تعود انفاسي للظهور .. و تختفي زرقة جسدي فيحمر الوجه و الاطراف معلنين عن بدء حفل استقبال عودة الروح ..

 عودتها ..

و حين تعود .. تعود الحياة .. 




هى الروح ..

و حين اراها .. يتوقف كل شئ عن الحركة .. و يعم السكون .. و كأن العالم توقف من حولي .. 

فاغرق في سكون عينيها بلا حراك .. اتلهف سماع انفاس صوتها تنطق باسمي .. اسمعه كأنني لم اسمعه قبلا .. يجف الريق فلا اجيب .. متعمدا .. لتعيد نطق اسمي من جديد .. فيا حسن حظ مسامعي .. و يستمر السكون ..
 
بحر عينيها يغمرني .. فتتسارع الانفاس و كانها تتسابق .. فتغرقني عيناها ..

تمد يدها لتصافحني .. فلا اتردد لحظة في التقاطها .. كأن الحياة غابت عن جسدي كاملا الا هذا الساعد الذى انطلق يصارع الهواء الواقف بيني و بينها ليصرعه فيفوز بالتقاط هذه اليد .. 

يد من الجنة .. 

و التقطها .. 

المسها ..  

اضغط عليها برقة .. 

استنشق عبير الحياة التي بدأت تدب فىّ ثانية .. 

اهدأ ايها القلب .. فقد نلت مرادك .. 

تقبض علي يدي بكف يدها .. تستشرى الحياة في جسدي ككهرباء تتطاير في سلك معدني تحتله فتضئ من الكون كل شئ .. عين في عين .. يد في يد .. قلب لقلب .. فاصحو من سكون عميق لم ارده ان ينتهي بابتسامة تملأ وجهي من يمينه حتي يساره .. ابتسامة لم اعرفها منذ رحلت .. 

ادمنتها ..

و ما ادراك ما ادمان القلب .. يهوى فيهوى .. حتى يهوى فى ثبات عميق لا مخلص و لا منقذ منه الا قلب من هوى ..

ترحل فتأخذ كل شئ .. و تعود لتضئ فىّ كل شئ .. 

فلا اراكم الله فراق محبوبا لديكم .. !!


إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.